والثاني : التشيع العام ، بالمعنى اللغوي ، وهو تأييد علي ( عليه السلام ) لأنه أولى بالخلافة من غيره من الصحابة . وبهذا المعنى كان تشيع قيس بن سعد بن عبادة وعدد الصحابة ، فهم لا يرون فيه أنه معصوم ، ولذلك نرى قيساً يخالفه في التعامل مع العثمانية في مصر ، ويحاول إقناعه برأيه ! بينما لا يصدر ذلك من محمد بن أبي بكر أو الأشتر أو محمد بن أبي حذيفة ، لأنهم يعتقدون أن علياً إمام رباني مؤيد من الله تعالى ، فرأيه ليس اجتهاداً قابلاً للخطأ كغيره ، بل تكليف شرعي يجب تنفيذه . 2 . يبدو بالنظرة الأولى أن موقف قيس باستعمال الليونة مع الأموية المخالفين في مصر أصح من موقف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بتخييرهم بين أن يبايعوا ويدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ، وإلا فهم خارجون على الإمام الشرعي ، يجب قتالهم . وقد ظهرت صحة رأي الإمام ( عليه السلام ) ، وأنهم كانوا خطراً على المصريين لأنهم يرفعون شعار الثأر لعثمان ويتهمون المصريين به ، ولأنهم بؤرة يضمون إليهم جنوداً من داخل مصر وخارجها ، ويمدهم معاوية .