مع الرهن وكان ذلك منه جبناً . فقال معاوية عند ذلك واغتنم قول ابن أبي حذيفة فمن تستخلف ؟ قال : أستخلف أمية بن شييم . قال معاوية : كلا . قال : فإذ كرهت فإني أستخلف الحكم بن الصلت . فقال معاوية : نعم ، فانطلق ابن أبي حذيفة مع معاوية حتى دخل بهم الشام ففرقهم نصفين ، فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق وسجن ابن عديس والنصف الثاني في سجن بعلبك . قال : فبينا معاوية في مسيره ذلك جاءه بريد فأخبره أن قيس بن عدي اللخمي ثم الراشدي صاحب مصر ، قد أغار على خيل حتى بلغ فلسطين ، ثم جاءه آخر فأخبره أن محمد بن أبي حذيفة قد خرج من السجن ، ثم جاءه آخر فأخبره أن ابن عديس وأصحابه قد خرجوا من السجن ، فكان رأس القوم بعد ابن أبي حذيفة عبد الرحمن بن عديس وكنانة بن بشر . ثم جاءه بريد آخر فأخبره أن ابن هرقل قد نزل الدرب ، ثم جاءه بريد آخر فأخبره أن علي بن أبي طالب قد شارق ! جاءته خمسة برد في ليلة واحدة ، فأرسل معاوية إلى عمرو بن العاص ما ترى في خمسة أمور شتى في ليلة واحدة ما منها أمر إلا يهدُّ المريَّ ذا القوى . فقال : وما هن فأخبره الخبر ، فقال : أما قيس بن عدي فإنما هو سارق ولن يضر أحداً ، وأما ابن عديس وأصحابه فإنهم قد خرجوا من سجن الناس