وذكر أبو أحمد الحاكم ، أن محمد بن أبي حذيفة لما ضبط مصر وأراد معاوية الخروج إلى صفين بدأ بمصر أولاً ، فقاتله محمد بن أبي حذيفة بالعريش إلى أن تصالحا ، وطلب منه معاوية ناساً يكونون تحت يده رهناً ليأمن جانبهم إذا خرج إلى صفين ، فأخرج محمد رهناً عدتهم ثلاثون نفساً فأحيط بهم وهو فيهم فسجنوا ، وقال أبو أحمد الحاكم : خدع معاوية محمد بن أبي حذيفة حتى خرج إلى العريش في ثلاثين نفساً ، فحاصره ونصب عليه المنجنيق حتى نزل على صلح ، فحبس ثم قتل . . . فسجن ابن أبي حذيفة ومن معه في سجن دمشق ، وسجن بن عديس والباقين في سجن بعلبك » . أقول : حكم محمد بن أبي حذيفة مصر شهوراً قبل مقتل عثمان ، وفي أول خلافة علي ( عليه السلام ) حتى جاء والي مصر قيس بن عبادة . ثم انقطعت أخبار محمد ، فلم يرد له ذكر مع قيس ، والمرجح أنه خرج من مصر ليلتحق بعلي ( عليه السلام ) فنصب له معاوية كميناً وقبض عليه وحبسه في الشام حتى لا ينصر علياً ( عليه السلام ) ، وروي أن زوجة معاوية كانت ترسل له طعاماً الى السجن ، ثم تمكن من الفرار من السجن ، فأرسل معاوية من قبض عليه وقتله رضي الله عنه . وقد وردت أخبار متضاربة في شهادة محمد رضي الله عنه ، منها ما رأيت من أن معاوية غزا مصر بجيش مع عمرو العاص ، فخرج اليه محمد ومنعه