يا عثمان إنك قد ركبت بالتهمة وقد ركبوها منك فتب إلى الله . فقال له عثمان : وإنك لهاهنا يا ابن النابغة ! ثم رفع يده إلى السماء وقال : أتوب إلى الله اللهم إني أتوب إليك ; فأنفذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى القوم بما جرى من عثمان ، وما صار إليه من التوبة والإقلاع . فساروا إلى المدينة بأجمعهم ، وسار إليهم عمرو بن معدي كرب في ناس كثيرين ، فجعل يحرض على عثمان ، ويذكر إثرته فقال : < شعر > أما هلكنا ولا يبكي لنا أحد * قالت قريش ألا تلك المقادير والحر في الصيف قد تدمي جوارحه * نعطي السوية مما أخلص الكير نعطي السوية يوم الضرب قد علموا * ولا سوية إذ كانت دنانير < / شعر > وانضم إليهم من المهاجرين طلحة والزبير ، وجمهور الأنصار على ذلك ، فخرج إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال لهم : يا هؤلاء إتقوا الله ، ما لكم وللرجل أما رجع عما أنكرتموه ، أما تاب على المنبر توبة جهر بها ! ولم يزل ( عليه السلام ) يلطف بهم حتى سكنت فورتهم . ثم سأله أهل مصر أن يلقاه في عزل عبد الله بن سعيد بن أبي سرح عنهم ، واقترح أهل الكوفة عزل سعيد بن العاص عنهم ، وسأل أهل النهروان أن يصرف ابن كريز عنهم ، ويعدل عما كان عليه من منكر الأفعال . فدخل عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولم يزل ، حتى أعطاه ما أراد القوم من ذلك وبذل لهم العهود والأيمان .