واحدة . وكل دستور لا يرى الحاكم مواده وسطوره وكلماته وحروفه دفعة واحدة ، يسقط عنه تطبيقه ! ثم استدل بأن القرآن عظيم ، لا يمكن لأحد أن يطبقه كله ، فيكفي أن يطبق منه جزءاً يسيراً ، والله يعفو عن الباقي . وهذا الجزء موكول إلى الخليفة نفسه ، فقد يكون أخذ الزكوات وتأديب الناس بالسوط ! واستدل على ذلك بأن الله وعد من اجتنب كبائر المحرمات أن يغفر له ، فيكفي للخليفة أن يطبق كبائر الواجبات ! ثم قال لهم إنكم مفسدون في الأرض ! فقد جئتم تحركون المسلمين عليَّ للمطالبة بتطبيق القرآن ، لكني أحضرتكم قبل أن يعرف أهل المدينة بكم ، ولو عرفوا لجعلتكم عبرة لمن اعتبر ، وأقمت عليكم الحد ! الذي قد يصل إلى ضرب أعناقكم ، فاحمدوا الله واسلموا بجلدكم ، وارضوا بما ترونه يخالف القرآن مني ومن عمالي ، ولا تثيروا علينا المشاكل ! وأمام هذه الإستدلال العمري العجيب ، والتهديد الأعجب ! جمع الوفد المصري متاعهم ، وغادروا إلى مصر ، ليستعيدوا هدوءهم من صدمتهم ! * *