وجعلوها تارة عشرة آلاف جندي مرافقين للملكة أرمانوسة بنت المقوقس ، يزفونها إلى ابن هرقل ، مع أن هذا الزواج لا أصل له ! واليك هذه الرواية التي تتضمن معارك مزعومة وتكذيبها معاً ! قال الطبري ( 3 / 199 ) : « لما نزل عمرو على القوم بعين شمس ، وكان الملك بين القبط والنُّوب ، ونزل معه الزبير عليها ، قال أهل مصر لملكهم : ما تريد إلى قوم فلُّوا كسرى وقيصر وغلبوهم على بلادهم . صالحِ القومَ واعتقد منهم ( أبرم عقداً ) ولا تَعْرُض لهم ولا تُعَرِّضْنَا لهم ، وذلك في اليوم الرابع ، فأبى وناهدوهم فقاتلوهم ، وارتقى الزبير سورها فلما أحسوه فتحوا الباب لعمرو وخرجوا إليه مصالحين ، فقبل منهم ، ونزل الزبير عليهم عنوة ، حتى خرج على عمرو من الباب معهم ، فاعتقدوا ، بعد ما أشرفوا على الهلكة ، فأجروا ما أخذوا عنوة مجرى ما صالح عليه ، فصاروا ذمة » . فالرواية تصرح بأن المصريين قرروا الصلح مع المسلمين ، لكنها تريد إثبات بطولة للزبير ، فزعمت أن ملكهم أبى الصلح إلى اليوم الرابع ، فتسلق الزبير سور الإسكندرية أو غيرها فلم يمنعه أحد ، فخافوا وقبلوا بالصلح ، ونزل من السور إلى المدينة فخافوا منه ولم يشهر أحد عليه سيفاً ولا ضربه بسهم ! فقبلوا بالصلح وخرجوا معه إلى عمرو العاص فوقَّعوا