كما يذكر الرحالة العربي ابن جبير أن من مشاهد القاهرة المشهد العظيم الشأن ، حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما ، وهو في تابوت فضة مدفون تحت الأرض ، وقد بني عليه بنيان مجلل بأنواع الديباج ، فيه من أنواع الرخام المجزع غريب الصنع ، بديع الترصيع مالا يتخيله المتخيلون . ويقع جامع الحسين قرب الجامع الأزهر الشريف ، وسوق خان الخليلي الشهير ، وأنشأه الفاطميون سنة 549 هجرية ، تحت إشراف الوزير الصالح طلائع . . بني الجامع بالحجر المنحوت ، ويضم ثلاثة أبواب مبنية بالرخام الأبيض ، تطل على خان الخليلي ، وباباً آخر بجوار القبة ، ويعرف بالباب الأخضر . ويضم الجامع منبراً خشبياً دقيق الصنع مطلياً بالذهب ، نقل إليه من جامع أزبك بك بالعتبة الخضراء أربعة وأربعون عموداً ، عليها بوائك تحمل السقف المصنوع من الخشب ، متقن الصنع والمنقوش باللازورد ، والمطعَّم بالذهب . وفي السقف ثلاث مناور مرتفعة مسقوفة ، بها ثلاثون شباكاً من النحاس المطلي بالذهب ، يعلوها في الجهة البحرية شبابيك صغيرة ، دوائرها من الرخام . وعلى المشهد الشريف نقش من الأبنوس المكسو بالإستبرق الأحمر