محمد بن علي بن يوسف بن ميسر : وفي شعبان سنة إحدى وتسعين وأربع مائة خرج الأفضل ابن أمير الجيوش بعساكر جمة إلى بيت المقدس وبه « سكان » والغازي « أرفق » في جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك ، فراسلهما الأفضل يلتمس منهما تسليم القدس إليه بغير حرب فلم يجيباه لذلك ، فقاتل البلد ونصب عليها المنجنيق ، وهدم منها جانباً ، فلم يجدا بداً من الإذعان له وسلماها إليه ، فخلع عليهما وأطلقهما ، وعاد في عساكره ، وقد ملك القدس . فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فأخرجه . . وعطره وحمله في سفط إلى أجلِّ دارٍ بها ، وعمر المشهد ، فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشياً إلى أن أحله في مقره . وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي ، وكمله ابنه الأفضل . . وكان حمل الرأس إلى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمس مائة ، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها ، والقاضي المؤتمن . . ويذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان ، وجد دمه لم يجف ، وله كريح المسك ، فقدم به الأستاذ مكنون في عشاري