فلما بلغ شاور فعل الفرنج بالأرياف ، أخرج من كان بمصر من الفرنج بعد أن أساء في حقهم قبل ذلك ، وقتل منهم جماعة كبيرة وهرب الباقون ، ثم أمر شاور أهل مصر بأن ينتقلوا إلى القاهرة ، ففعلوا ، وأحرق شاور مصر ، وسار الفرنج من بلبيس حتى نزلوا على القاهرة في سابع صفر وضايقوها وضربوها بالمجانيق ، فلم يجد شاور بداً أن كاتب الملك العادل نور الدين محموداً بأمر العاضد » . وفي طبقات الشافعية للسبكي ( 7 / 19 ) : « فاعترضه صلاح الدين يوسف بن أيوب وجماعة من الأمراء النورية فقبضوا عليه ، فجاءهم رسول العاضد يطلب رأس شاور ، فذبح وحمل رأسه إليه ، واستقل أسد الدين ( صار الوزير الأول ) ولم يلبث أن حضرته المنية بعد خمسة وستين يوماً من ولايته ، فقلد العاضد صلاح الدين يوسف ، ولقبه الملك الناصر ، وكتب تقليده القاضي الفاضل ، وبدت سعادة صلاح الدين ، وضعف أمر العاضد » . وفي طبقات الشافعية ( 7 / 14 ) أن صلاح الدين خاف من الخطبة لبني العباس حذراً من الشيعة ، فوقف الخبوشاني أمام المنبر بعصاه ، وأمر الخطيب أن يذكر بني العباس ففعل ولم يكن إلا الخير ، ووصل إلى بغداد الخبر فزينوها ، وأظهروا من الفرح فوق الوصف . . .