واشتهر سالم من صغره بذكائه ودهائه ، فأعجب به عمر وأبو بكر وكان يصلي بهم على صغر سنه لأنه يحفظ القرآن : « وروى البخاري من حديث ابن عمر : كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين في مسجد قباء ، فيهم أبو بكر وعمر » . ( الإصابة : 3 / 12 ) . ثم كان سالم وأبو عبيدة شريكي الشيخين في عملهم لأخذ الخلافة وكأنهم اتفقوا على التناوب عليها ! قال في تاريخ المدينة : 3 / 140 : « لما طعن عمر قيل له : لو استخلفت ؟ قال : لو شهدني أحد رجلين استخلفته أني قد اجتهدت ولم آثم أو وضعتها موضعها : أبو عبيدة بن الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة » . وسالم فارسي ، لا عربي ولا قرشي . وقد اشترك أبو حذيفة وسالم مولاه في حرب مسيلمة الكذاب ، التي عرفت بحرب اليمامة ، واستشهدا معاً فيها . وقد اشتهر سالم بأنه رضع وهو كبير من سهلة زوجة أبي حذيفة ليحرم عليها ، ولم يُروَ ذلك عن سالم ولا عن سهلة مباشرةً ، بل زعمت عائشة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أجاز لسهلة ذلك ، وتحججت به عائشة فأرضعت بضعة رجال من أختها وزوجة أخيها ليحرموا عليها ، واستنكر ذلك نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) ! وقد روى عبد الرزاق في مصنفه : 7 / 458 نحو خمسين رواية في باب رضاع الكبير ، وفيها استنكار المسلمين لعمل عائشة ، وأسماء بعض من أرضعتهم ليحرموا عليها ويدخلوا عليها !