تخوفني بها عليَّ برداً وسلاماً ، كما جعلها على إبراهيم خليله ، وأن يجعلها عليك وعلى أوليائك كما جعلها على نمرود وأوليائه ، وإني لأرجو أن يحرقك الله وإمامك ، يعني معاوية بن أبي سفيان ، وهذا وأشار إلى عمرو بن العاص بنار تلظى عليكم ، كلما خبت زادها الله سعيراً . فقال له معاوية : إني لا أقتلك ظلماً إنما أقتلك بعثمان . فقال له محمد : وما أنت وعثمان ؟ إن عثمان عمل بغير الحق وبدل حكم القرآن وقد قال الله عز وجل : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ . وأولئك هم الظالمون ، وأولئك هم الفاسقون ، فنقمنا عليه أشياء عملها ، فأردنا أن يختلع من عملنا فلم يفعل ، فقتله من قتله من الناس . فغضب معاوية بن حديج فقدمه فضرب عنقه ، ثم ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار . . ! وكان معاوية بن حديج ملعوناً خبيثاً ، وكان يسب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . . . قال : وكتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبي سفيان عند قتل محمد بن أبي بكر وكناية بن بشر : أما بعد فإنا لقينا محمد بن أبي بكر وكناية بن بشر في جموع من أهل مصر ، فدعوناهم إلى الكتاب والسنة فعصوا الحق وتهوكوا في الضلال ، فجاهدناهم فاستنصرنا الله عليهم فضرب الله وجوههم وأدبارهم