وأرسل أهل مصر رسالة نصيحة إلى الخليفة عثمان روى عمر بن شبة في كتابه تاريخ المدينة : 3 / 1120 : « عن محمد بن إسحاق عن مخلد بن خفاف عن عروة بن الزبير قالا : كتب أهل مصر إلى عثمان : من الملأ المسلمين إلى الخليفة المبتلى ، أما بعد : فالحمد لله الذي أنعم علينا وعليك واتخذ علينا فيما آتاك الحجة ، وإنا نذكرك الله في مواقع السحاب ، فإن الله قال في كتابه : قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلالاً قُلْ أاللهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ . أن تحل ما شئت منه بقولك ، وتحرم ما شئت منه بقولك . ونذكرك الله في الحدود ، أن تعطلها في القريب وتقيمها في البعيد ، فإن سنة الله واحدة ، ونذكرك الله في أقوام أخذ الله ميثاقهم على طاعة ليكونوا شهداء على خلقه ، نصحوا لك فاغتششت نصيحتهم ، وأخرجتهم من ديارهم وأموالهم ، وقال الله في كتابه : وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ . فنذكرك الله وننهاك عن المعصية ، فإنك تدعي علينا الطاعة ، وكتاب الله ينطق لا طاعة لمن عصى الله ، فإن تعط الله الطاعة نؤازرك ونوقرك ، وإن تأب فقد علمنا أنك تريد هلكتنا وهلكتك ، فمن يمنعنا من الله إن أطعناك وعصيناه ، وأنت العبد الميت المحاسب ، والله الخالق البارئ المصور الذي لا يموت » !