مقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وأفضل وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين . وبعد ، فقد لاحظت في بعض أحاديث مدح الشام تعابير تشبه مفاهيم الإسرائيليات وتعصبات اليهود . ثم رأيت أن بعض هذه الأحاديث لا يكتفي بمدح الشام حتى يذم الحجاز والعراق ومصر . وقد انتقد السيوطي وهو محدث واسع الاطلاع ، المحدثين بأنهم ضعَّفوا بعض الأحاديث الصحيحة التي تمدح مصراً ، تحكُّماً وهوىً ! ثم رأيت أن أئمة أهل بيت النبوة ( عليهم السلام ) ردوا عدداً من أحاديث مدح الشام ، وكان ردهم أحياناً شديداً ، كأنه رد عدوان على الإسلام ! من ذلك ما رواه في الكافي : 4 / 239 : « عن زرارة قال : كنت قاعداً إلى جنب أبي جعفر ( الإمام الباقر ( عليه السلام ) ) وهو مُحْتبٍ مستقبلَ الكعبة ، فقال : أما إن النظر إليها عبادة . فجاءه رجل من بجيلة يقال له عاصم بن عمر فقال لأبي جعفر : إن كعب الأحبار كان يقول : إن الكعبة تسجد لبيت المقدس في كل غداة ! فقال أبو جعفر : فما تقول فيما قال كعب ؟ فقال : صدق القولُ ما قال كعب ! فقال أبو جعفر : كذبت وكذب كعب الأحبار معك ، وغضب ! قال زرارة : ما رأيته استقبل أحداً