وقد فصلنا حديث الدجال في معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) . وبينا أن حركته بعد ظهور الإمام المهدي ونزول عيسى ( عليهما السلام ) ، وبينا اضطراب روايات أتباع السلطة فيه وتناقضها . والمشكلة عندهم أنها كلها صحيحة ! فقد قال عمر إن الدجال هو ابن صياد المعاصر له ، وقال تميم الداري إنه رآه موثقاً في جزيرة في البحر ، وقال كعب إنه في جزيرة باليمن موثق من زمن سليمان ( عليه السلام ) ! بغض كعب الأحبار لمصر وكذبه عنها نشط كعب الأحبار في نشر مدح الشام وذم الحجاز ومصر والعراق ، وتحولت أقواله على يد تلاميذه إلى أحاديث نبوية ! منها حديث ابن عمر أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « دخل إبليس العراق فقضى حاجته ، ثم دخل الشام فطردوه ، ثم دخل مصر فباض فيها وفرخ ، وبسط عَبْقَريَّه » ! أي فرش بساطه ، واستقر في مصر ! ( رواه الطبراني في الأوسط : 6 / 286 ، والكبير : 12 / 262 ، ووثقه في الزوائد : 10 / 60 ) . وفي تاريخ دمشق : 1 / 317 و 318 : « ثم دخل الشام فطردوه حتى بلغ بُسَاق » وعقبة بُساق : في طريق الذاهب إلى مصر ! ( معجم البلدان : 1 / 413 ) . وفي معجم الطبراني الأوسط : 6 / 286 ، والكبير : 12 / 262 ، وتاريخ دمشق : 1 / 99 ، عن إياس بن معاوية : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله ، وإن إبليس أتى العراق فباض فيها وفرخ ، وإلى مصر فبسط عبقريه واتكأ !