وأهدى إليه عسلاً من عسل نبها من قرى مصر ، ومكحلة ومربعة توضع فيها ، وقارورة دهن ، ومقصاً ومسواكاً ومشطاً ومرآة . وقيل عمائم وقباطي وطيباً وعوداً ومسكاً ، مع ألف مثقال من ذهب مع قدح من قوارير ، وخفين ساذجين أسودين ، وطبيباً يداوي مرض المسلمين . . . وقال حاطب : كان المقوقس لي مكرماً في الضيافة وقلة اللبث ببابه ، وما أقمت عنده إلا خمسة أيام ، ودفع له مائة دينار وخمسة أثواب . . . ذكر بعضهم أن هرقل لما علم ميل المقوقس إلى الإسلام عزله . . . راجع المناقب : 1 / 139 ، و : 2 / 65 ، وابن هشام : 1 / 3 ، و 123 ، والشفا : 1 / 115 . علاقة المصريين بعثمان وعلي ( عليه السلام ) عرف أهل مصر محمد بن أبي بكر رضي الله عنه وأحبوه من أول فتح مصر ، ثم كان يتردد إليها مع صديقه الشاب محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة الأموي رضي الله عنه ، وقد شاركا في فتح إفريقيا الذي انطلق من مصر . وفي عهد عثمان طمع الروم باحتلال مصر وغزوها بسفنهم ، فكان المحمدان القائدين الميدانيين لجيش المسلمين في غزوة ذات الصواري البحرية التي رد فيها المسلمون غزو الروم . وكان أهل مصر يحبانهما ويكرهان الوالي الأموي عبد الله بن أبي سرح ، لسوء إدارته ، ولأنه وأباه كان عدوين لله ولرسوله ( صلى الله عليه وآله ) .