ثم قال المقوقس : هذه صفته ، وكنت أعلم أن نبياً قد بقي ، وكنت أظن أن مخرجه بالشام ، وهناك تخرج الأنبياء من قبله ، فأراه قد خرج في أرض العرب في أرض جهد وبؤس ، والقبط لا تطاوعني في اتِّباعه ، وأنا أظِنُّ بملكي أن أفارقه ، وسيظهر على البلاد وينزل أصحابه من بعد بساحتنا هذه حتى يظهروا على ما هاهنا ! وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفاً واحداً ، ولا أحب أن تعلم بمحادثتي إياك ! ثم دعا كاتبه الذي يكتب له بالعربية ، فكتب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) : بسم الله الرحمن الرحيم , لمحمد بن عبد الله ، من المقوقس عظيم القبط : سلام عليك ، أما بعد ، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه ، وما تدعو إليه ، وقد علمت أن نبياً قد بقي ، وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام ، وقد أكرمت رسولك وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وبثياب ، وأهديت إليك بغلة لتركبها ، والسلام عليك » . ثم عدد الأحمدي هدية المقوقس للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : أربعة جوار ، مارية أم إبراهيم بن رسول الله ، وسيرين أخت مارية ، وقيسر أخت مارية أيضاً ، وجارية أخرى سوداء اسمها بريرة ، وغلاماً خصياً أسود اسمه مابور . وبغلة شهباء وهي دَلْدَل ، وحماراً أشهب يقال له يَعْفور . وقيل وألف دينار وعشرين ثوباً ، وألف مثقال ذهباً ، وفرساً وهو اللَّزَّاز .