responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 246


وكان أول عمل قام به التنظيم أن نجح في اغتيال احمد كسروي ، واهتدت السلطة إلى الفاعلين فاعتقلت ( امامي ) المنفذ للاغتيال ورفاقا له وسجنتهم تمهيدا لمحاكمتهم والحكم عليهم ، وصدف ان الشاه محمد رضا أرسل وفدا إلى النجف الأشرف ليعزي الحوزة العلمية بوفاة السيد أبو الحسن الاصفهاني ، فأسرع صفوي للاتصال بالسيد حسين القمي الذي كان شبه منفي في العراق ليحمل العلماء على التوسط لإطلاق المعتقلين ونجحت الوساطة فأطلقوا وساعد على إطلاقهم ان الشعب الايراني كان قد ابدى ضروب الابتهاج بقتل احمد كسروي وابدى تضامنه مع منفذي هذا القتل . فرأت السلطات ان في إطلاقهم تقربا بعلماء النجف ، وإرضاء لعواطف الشعب .
ويبدو الغموض فيما يذكره السيد اللواساني هنا : إذ يقول : ( وكان الشهيد نواب صفوي في تلك الفترة في النجف الأشرف سيدا شابا عرف بين الناس بقاتل كسروي ، وكانوا يعظمونه ويجلونه ويعتزون بصحبته ورفقته ) في حين أنه لم يذكر من قبل أن صفوي انتقل إلى النجف بعد قتل كسروي ، وهنا موضع الغموض ، فهل تم القتل والمترجم في طهران ثم انتقل اثر ذلك إلى النجف ، أم تم القتل وصفوي في النجف ، جاءها بعد ترتيب امر الاغتيال .
وفي سنة 1953 م . وكان أمر التنظيم قد استقر وانتشرت دعوته وعمت شهرته وبدأ يدعو لمبادئه الإسلامية وينشط في مختلف ميادين العمل ويتصل بالدعوات خارج ايران ويعقد معها الصلات ، في هذه السنة زار نواب صفوي البلاد العربية لحضور مؤتمر القدس في مدينة القدس وزار سوريا كما زار مصر بدعوة من الاخوان المسلمين ، وكانت الأمور قد تازمت بين الاخوان وحكومة الثورة وأوشك الانفجار بينهما ان يقع ، وجاء يوم 12 كانون الثاني 1954 فاحتشد الاخوان وطلابهم في حرم جامعة القاهرة للاحتفال بذكري بعض ضحاياهم ، كما حضرت جماعات من خصومهم ، واقبل جمهور من طلاب الاخوان على الاجتماع حاملين نواب صفوي على الأكتاف ، ثم أوصلوه إلى المنصة حيث خطب في الجماهير وكان موضوع فلسطين أهم ما في خطابه ، فكان جمهور الاخوان يقابل فقرأت خطابه بهتافهم التقليدي ( الله أكبر ولله الحمد ) فيرد عليهم خصومهم بهتاف ( الله أكبر والعزة لمصر ) فهاجمهم جمهور الاخوان واشتبكوا معهم وعمت الفوضى وكان هذا الحادث مفتاح الواقعة التي وقعت بين حكومة الثورة والاخوان المسلمين ، إذ قبض على زعمائهم وشرد رجالهم ، وأصبح نواب صفوي ضائعا في القاهرة إلى أن تسنى له الخروج منها .
وكان قبل وصوله إلى مصر قد لقي كل الحفاوة في سوريا وفلسطين أما أهداف ( فدائيان إسلام ) فقد عبر عنها نواب صفوي نفسه في حديث له مع مندوب وكالة ( أسوشيتدبرس ) الأمريكية حين ساله المندوب عن الهدف الرئيسي للحركة . فأجابه قائلا : ( اننا نعتقد بوجوب نشر العقيدة الإسلامية الصحيحة في العالم كله ونعتقد بوجوب تطبيق شريعة الإسلام الكاملة في جميع الدول الإسلامية اننا نعتقد أن التعاليم الإسلامية الصحيحة هي وحدها يمكن أن تنقذ البشرية من الحروب والجرائم وفي سبيل هذه العقيدة بدأنا العمل لكي نجعل من ايران قدوة للعالم المتمدن ) .
وساله مندوب الوكالة عن مدى استعداده للتضحية في سبيل هذا الهدف ، فأجابه ( اعتقد انا واخواني ان أرخص شيء عندنا في الحياة هي أرواحنا ونحن نعتقد أننا لا يمكن ان نخدم الإسلام إلا بإعطاء أرواحنا ودمائنا في طريق هذا الهدف المقدس . ان ( فدائيو إسلام ) هم أناس أقوياء وشجعان لا يخافون أي شيء في طريق الهدف المقدس الذي يحملونه واننا جميعا مستعدون للشهادة ونستقبلها بفارغ الصبر إذا كانت من أجل الله والأمة الإسلامية . انكم في المستقبل سوف تعرفون صحة هذا الكلام ) انتهى .
ويمكن اعتبار نواب صفوي أول من كتب برنامجا مفصلا ومتكاملا عن الحكومة الإسلامية وكان عمره إذ ذاك ستة وعشرين عاما . ويبدو من النصوص التي بين أيدينا ان التأسيس الفعلي للحركة كان سنة 1945 م ولم يكن في منهج صفوي الاستناد إلى الوسائل السلمية الكلامية في تحقيق اهداف حركته ، بل كان يرى التوسل بكل وسيلة مهما كانت نارية عنيفة ، ويعتقد أن اغتيال رموز النظام واحدا بعد واحد يوهن عزائم هذا النظام ويقضي في النهاية عليه . لذلك عمد إلى تدبير اغتيال ( هجير ) وزير البلاط الشاهاني . وقد قال منفذ الاغتيال ( حسين امامي ) امام المحكمة التي تحاكمه ( لقد أصبح من الواضح لدينا - فدائيان إسلام - ان اعمال هجير وزير البلاط هي اعمال خيانية ضد مصالح الوطن والشعب وضد المصالح الإسلامية وعلى هذا الأساس حكمنا عليه بالاعدام ونفذنا الحكم ) .
ثم اغتالوا اللواء ( رزم آرا ) بعد تشكيله الوزارة لأنهم اعتقدوا أنه أضر بمصالح الأمة بعقده اتفاقية النفط مع الشركة البريطانية ( بي - بي ) ، ولم يحالفهم الحظ في محاولة اغتيال رئيس الوزراء ( حسين علاء ) الذي وقع على معاهدة السنتو ( حلف بغداد ) ولكنه حالفهم في اغتيال ( حسين علي منصور ) رئيس الوزارة التي أقرت الحصانة القضائية للامريكين في ايران .
وبفضل اتفاقهم مع الجبهة الوطنية التي كان يرئسها الدكتور مصدق ودعمهم لها استطاع مصدق ان ياتي إلى الحكم ويشكل حكومة وطنية برئاسته ويقدم على تاميم النفط في ايران . ولكن ( الفدائيين ) لم يقنعهم تاميم النفط وحده ، فقد كان طموحهم أن يقيم الحكومة الإسلامية لذلك اختلفوا معه .
ويقول السيد اللواساني : ان الخلاف بين المنظمة والدكتور مصدق نشا نتيجة لخرق مصدق اتفاقية كانت بينه وبينهم بشأن تطبيق أحكام الإسلام ، إذ كانت المنظمة قد أخذت عهدا من الجبهة الوطنية على تطبيق أحكام الإسلام ، وكان الوسيط بين الفريقين السيد أبو القاسم الكاشاني حيث لم تكن المنظمة على اتصال وثيق بالجبهة الوطنية . ثم تم لقاء بين المنظمة والجبهة وتعهد الجبهويون بالالتزام بوعدهم . وبعد اغتيال ( رزم آرا ) آخر رئيس حكومة قبل مصدق اضطرت السلطات للالتقاء بنواب صفوي والتشاور معه حول الحكومة الجديدة فاوكل ذلك إلى الدكتور مصدق والجبهة الوطنية ، فقامت حكومة مصدق ولكن كان أكثر وزرائها هم وزراء حكومة ( رزم آرا ) أنفسهم ، ومن هنا بدأت الخلافات بين نواب صفوي والدكتور مصدق ثم اشتدت هذه الخلافات برفض موافقة حكومة مصدق على تطبيق أحكام الإسلام وفقا لما جرى عليه الاتفاق بين الطرفين .
وأدى الأمر إلى أن حكومة مصدق اعتقلت أعضاء في منظمة فدائيان إسلام ونفتهم إلى الأماكن النائية ثم اعتقلت نواب صفوي نفسه وأودعته السجن .
ويقول اللواساني انه خلال وجود صفوي في السجن حاول الشيوعيون السجناء في السجن نفسه ، ان يقابلوه ويتحالفوا معه في محاربة العدو المشترك ( حكومة مصدق ) التي كان الشيوعيون في عداء معها ، ولكن صفوي رفض

246

نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست