نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 170
قال وقد قدم لها بما يلي : أشهر أيام الحرب العراقية ان لم يكن أعظمها يوم الشعيبة ذلك اليوم الذي استنفر إليه أهل البلاد من حاضر وباد قلت قبيلة أو مدينة لم يشهده منها جماعة أضف إلى ذلك عظيم محنتهم وقد رابطوا عدة شهور في النخيلة صابرين على ما لا يصبر على مثله من جدب المكان وشظف العيش إلى أن منوا بذلك الخذلان العظيم ومجمله أنه في أوائل صفر سنة 1333 ورد بغداد أمير الاي اسمه سليمان عسكري بك متقلدا قيادة الجيش العثماني العامة في العراق خلفا لجاويد باشا ومعه فريق من الجنود التركية المدربة انحدر بها إلى القرنة وواقع الإنكليز هناك في منتصف صفر المذكور فجرح جراحا بليغة أعيد بسببها إلى بغداد وأقام في المستشفى شهرين لم ينجح فيه علاج لكنه أبي مع هذا أن يستقيل وثابر على تدبير الأمور الحربية والنظر فيها متوقعا البرء التام ليعود إلى الميادين ولما طال ذلك عليه صمم على أن يتحامل ويقود الجيش بنفسه في وادي الشعيبة دوين البصرة فحمل في محفة من بغداد إلى الناصرية بعد أن تقدم بان يحتشد فيها الجيش المؤلف من ثلاث كتائب ( الآيات ) واحدة تركية واثنتان ملفقتان من العرب والعراقيين والأكراد ومعها عدة رشاشات ونحو أربعين مدفع سهل قام هذا الجيش منتصف جمادى الأولى سنة 1333 من الناصرية إلى المعسكر العام في النخيلة مشيا على الأقدام وبعد يومين أو ثلاثة من وصوله زحف بايعاز من القائد العام هو والعرب المجاهدون على الشعيبة وهاجموا الإنكليز وهم فيها أمنع من عقاب الجو صباح الاثنين السابع والعشرين من الشهر المذكور هجوما شديدا دام يومين بدون طائل إلى أن ارتدوا فشلين فاغتنم الإنكليز انقطاع الطرق والمواصلات بهم وغلبة الإعياء والتعب عليهم وسوء أثر العطش والجوع فيهم فاتبعوهم وناجزوهم صباح الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة 1333 مناجزة شديدة غلب في آخرها العثمانيون غلبة تامة وفقدوا نصف ذلك الجيش بين قتيل وجريح وأسير وفقيد وانتحر سليمان عسكري بك : < شعر > نبت الربى حمر أشلاء وأوراد منثورة لك بين القصر فالوادي دون الشعيبة أجساد موزعة في البيد توزيع أعضاء بأجساد وفي النخيلة أرماس موثقة علائقا بين أسياف وأغماد للترك ثمة أوتاد وأخبية فيها أصيبوا وشجوا شج أوتاد جيش أقام ثلاثا في خنادقها خالي الحقائب من ماء ومن زاد ماء الفراتين موفور وحبهما والجند غرثان ملتاح الحشا صادي الغلة الغضة المجنى التي نهبت متروكة نهب أيدي الرائح الغادي أقواتنا في بطون الذر أكثرها لا في بطون صعاليك وأجناد صم مدافعنا ما أمطرت حمما ولم تكن ذات ابراق وإرعاد ننازل القوم فأتوا ذرع فيلقنا بعدة وكثرناهم باعداد عشرون ألف عراقي ومثلهم حمر الحماليق من ترك وأكراد مشمرون تجافوا عن ديارهم واستبدلوا الوحش من أهل وأولاد مكابدون على حالي حفا ووجى في الرمل كلفة إغذاذ واساد بحر من الرمل قامت عن تغطمطه تنزو غوارب أمواج وأزباد يهاجمون وهم رجالة كشف في البر جملة أسوار وأسداد فل العدو جناحيهم وقلبهم من قبل تجهيز أعوان وأمداد ان الدماء التي حلت نحورهم قد أوهمتنا عقودا فوق أجياد تلك الجماهير لا تلوي على أحد مخفة بعد أثقال وأزواد الصادرون وقد أكدت مطامعهم من بعد ما أوردوها شر إيراد والراصدون من الفيحاء ثروتها باتت مناياهم منهم بمرصاد وقائد حملوه في محفته إلى الشعيبة من زوراء بغداد أفاتك بالعدى جيش يدبره معطل الجسم ملقى فوق أعواد جرى سليمان في استعجال مصرعه مجرى كفاة بامر الحرب قواد قاد الألوف فارداها واتبعها في الحال نفس أبي غير منقاد مخاطر عاش أعمارا لأن له في أثر كل نجاة يوم ميلاد وكثرة أعجبته من كتائبه فراح للنصر فيها أي مرتاد كأنه والمقادير التي سبقت على مقر وميقات وميعاد ظن الألوف من الأعراب تعضده فكان ما ظنه فتا باعضاد ان القصور التي جلت عمارتها أمست صوامع رهبان وعباد سقيا لواديك لا من ماء غادية كان أجزاؤها علت بفرصاد < / شعر > وقال يصف وقعة المدائن وقدم لها بما يلي : ان هذه الوقعة من أكبر الوقائع في العراق وأشهرها تسميها العامة واقعة سلمان باك خسر فيها الفريقان أكثر من عشرة آلاف جندي خلاصتها ان الإنكليز زحفوا في أوائل المحرم سنة 1334 من كوت الامارة بقيادة الفريق طاونسند قاصدين أخذ بغداد فصمد لهم العثمانيون بقيادة نور الدين باشا قائد الجيش العثماني العام وتحصنوا في أنقاض المدائن قرب مشهد سلمان الفارسي وبدأت المناوشات بين الفريقين منذ المحرم سنة 1334 ثم شرع الإنكليز بهجومهم العنيف الشديد يوم الاثنين في 14 المحرم بعد تمهيد هائل بالمدفعية لم يسمع البغداديون نظيره فاستولوا أول الأمر على خنادق العثمانيين وتأخر الأتراك إلى ديالى فاشتد الأمر على الناس وكثرت الأراجيف ثم كرت الجنود التركية الجديدة التي كانت تتواصل منذ أوائل المحرم من السنة المذكورة بقيادة خليل باشا ومحمد علي بك على العدو كرة شديدة واستقتلوا وتغامسوا مع الإنكليز بالحراب فكشفوهم وأورثوهم وهنا بينا بعد أن دامت الحرب أربعة أيام بلياليها حتى اضطر الإنكليز إلى الانسحاب فجاة ليلة 19 المحرم فثابرهم الأتراك إلى يوم 26 منه وفيه ضرب الحصار على كوت الامارة : < شعر > أعالم بالذي وافت مدائنه كسرى وإيوانه المعقود والسور يا أعدل الناس قم للناس أوصهم ان الوصية شيء عنك مأثور أسمعهم بعد أن صحت اصفحوا انتقموا وقل لهم بعد أن قلت اعدلوا جوروا أبعد عشرين قرنا لم يزل ذلقا قيل السياسة والبهتان والزور أبالمدائن في أيامك انبعثت وفي مدائنك السبع الأعاصير ما في البسيطة من أنس ومن بشر إلا الوحوش تعادي واليعافير مدائن أردشير الملك خططها وقام في عقرها كسرى وسابور لو لا بلى طيسفون والبلى حرم دكت كما دك من أركانه الطور من حاسديك على هذا البلى كرة لم يبق في ربعها المعمور معمور الأرض كاسفة الأرجاء قد عبثت فيها الصروف ونابتها التغايير رواية النصر صحت بعد ما اشتبهت وحينما رجمت عنك الأخابير لتذكري بخليل أو بفيلقه سعدا وفيلق سعد فيك منصور كل همام وكل ليث ملحمة أزل دامية منه الأظافير تجاه إيوان كسرى مازق ضنك أودى الرجال به والخيل والعير كادت تميز ذبا عن حقائقها فيه النقوش وتستضري التصاوير < / شعر >
170
نام کتاب : مستدركات أعيان الشيعة نویسنده : حسن الأمين جلد : 1 صفحه : 170