نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 74
ويحث على أخذ الثأر لهم والمطالبة بدمائهم ، فمالت الشيعة إليه ، وانضافوا إلى جملته ، وسار إلى قصر الإمارة فأخرج ابن مطيع منه ، وغلب على الكوفة ، وابتنى لنفسه داراً ، واتخذ بستاناً أنفق عليه أموالا عظيمة أخرجها من بيت المال ، وفرق الأموال على الناس بها تفرقه واسعة ، وكتب الى ابن الزبير يعلمه أنه إنما أخرج ابن مطيع عن الكوفة لعجزه عن القيام بها ، ويسوم ابن الزبير أن يحسب له بما أنفقه من بيت المال ، فأبى ابن الزبير ذلك عليه فخلع المختار طاعته ، وجحد بيعته ، وكتب المختار كتاباً إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ، ويقول بإمامته ، ويظهر دعوته ، وأنفذ إليه مالا كثيراً ، فأبى عليٌّ أن يقبل ذلك منه أو يجيبه عن كتابه ، وسبَّه على رؤوس الملإ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، واظهر كذبه وفجوره ، ودخوله على الناس باظهار الميل إلى آل أبي طالب ، فلما يئس المختار من علي بن الحسين كتب الى عمه محمد بن الحنفية يريده على مثل ذلك ، فأشار عليه علي بن الحسين أن لا يجيبه إلى شيء من ذلك ، فإن الذي يحمله على ذلك اجتذابه لقلوب الناس بهم ، وتقربه إليهم بمحبتهم ، وباطنُه مخالف لظاهره في الميل إليهم والتولِّي لهم والبراءة من أعدائهم ، بل هو من اعدائهم لا من أوليائهم ، والواجب عليه أن يشهر أمره ، ويظهر كذبه ، على حسب ما فعل هو وأظهر من القول في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأتى ابن الحنفية ابن عباس فأخبره بذلك ، فقال له ابن عباس : لا تفعل ، فإنك لا تدري ما أنت عليه من ابن الزبير ، فأطاع ابن عباس وسكت عن عيب المختار . واشتد أمر المختار بالكوفة ، وكثر رجاله ، ومال الناس إليه ، وأقبل يدعو الناس على طبقاتهم ومقاديرهم في أنفسهم وعقولهم ، فمنهم من يخاطبه بإمامة محمد بن الحنفية ، ومنهم من يدفعه عن هذا فيخاطبه بأن المَلكَ يأتيه بالوحي ويخبره بالغيب ، وتتبَّع قتلة
74
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 74