نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 492
والتبريد والتليين [1] فعل لها ، وزعمت طائفة أخرى منهم أن أصح الشهادات وأثبت القضايا في الحكم على طبيعة الدواء والغذاء بما أخذ من فعله في الجسد دون الطعم والرائحة ، وما سوى ذلك ، فان الاستدلال بما سوى الفعل والتأثير لا يقطع به ، ولا يعول في الحكم على طبيعة الدواء المفرد والمركب . قال الواثق لحنين من بين الجماعة : ما أول آلات الغذاء من الإنسان ؟ قال : أول آلات الغذاء من الإنسان الفم ، وفيه الأسنان ، والأسنان اثنتان وثلاثون سناً ، منها في اللحي الأعلى ستة عشر سناً ، وفي اللحي الأسفل كذلك ، ومن ذلك أربعة في كل واحد من اللحيين عراض محددة الأطراف يسميها الأطباء من اليونانيين القواطع وذلك أن بها يقطع ما يحتاج الى قطعه من الأطعمة اللينة ، كما يقطع هذا النوع من المأكول بالسكين ، وهي الثنايا والرَّباعيَاتُ ، كما يقطع هذا النوع من المأكول بالسكين ، وهي الثنايا والرَّباعيَاتُ ، وعن جني هذه الأربعة في كل واحد من اللحيين سنان رؤسهما حادّة وأصولهما عريضة ، وهي الأنياب ، وبها يكسر كل ما يحتاج الى تكسيره من الأشياء الصلبة مما يؤكل ، وعن جنبي النابين في كل واحد من اللحيين خمس اسنان أخر عوارض خشن ، وهي الأضراس ، ويسميها اليونانيون الطواحن ، لأنها تطحن ما يحتاج الى طحنه مما يؤكل ، وكل واحد من الثنايا والرَّباعيات والأنياب له اصل واحد ، وأما الأضراس فما كان منها في اللحي الأعلى فله ثلاثة أصول ، خلا الضرسين الأقصيين ، فإنه ربما كان لكل واحد منهما اصول أربعة ، وما كان من الأضراس في اللحي الأسفل فلكل واحد منهما أصلان ، خلا الضرسين الأقصيين ، فإنه ربما كان لكل واحد منهما اصول ثلاثة ، وإنما احتيج الى كثرة أصول الأضراس دون سائر الأسنان لشدة قوة العمل بها ، وخصت العليا منها بالزيادة في الأصول لتعلقها بأعلى الفم . قال الواثق : أحسنت فيما ذكرت من هذه الآلات ، فصنف لي كتاباً