نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 46
الصدر ، قليل وساوس الدهر ، ذاكر الله طرفَيِ النهار وزلفاً من الليل ، الجوع والشبع عنده سيان ، لا ينافس في الدنيا ، وأقل أصحابه من ينافس فيها ، يطيل السكوت ، ويحفظ الكلام ، وإن نطق نطق بعُقَام ، يهرب منه الدعار والأشرار ، ويألفه الأحرار الأخيار ، فقال ابن عباس : ما ظنك برجل من أهل الجنة ، رحم الله زيداً ! فأين كان عبد الله منه ؟ قال : كان عبد الله سيداً شجاعاً ، مألفاً مطاعا ، خيره وساع ، وشره دفاع ، قُلْبي النحيزة ، أحوزي الغريزة ، لا ينهنهه منهِنه عما أراده ، ولا يركب من الأمر إلا عتاده ، سمام عدي ، وباذل قري ، صعب المقادة ، جزل الرفادة ، أخو إخوان ، وفتى فتيان ، وهو كما قال البرجمي عامر بن سنان : < شعر > سِمامُ عدي ، بالنبل يقتل من رمى وبالسيف والرمح الرديني مشغب مهيب مفيد للنوال مُعَوَّدٌ بفعل الندى والمكرمات مجرب < / شعر > في أبيات ، فقال له ابن عباس : أنت يا ابن صوحان باقر علم العرب . ومن أخبار صعصعة ما حدث به أبو جعفر محمد بن حبيب الهاشمي ، عن أبي الهيثم يزيد بن رجاء الغنوي ، قال : أخبرني رجل من بني فزارة ثم من بني عدي ، قال : وقف رجل من بني فزارة على صعصعة ، فأسمعه كلاماً منه : بسطت لسانك يا ابن صوحان على الناس صعصعة ، فأسمعه كلاماً منه : بسطت لسانك يا ابن صوحان على الناس فتهيبوك ، أما لئن شِئْتَ لأكونن لك لصاقاً ، فلا تنطق إلا حَدَدْتُ لسانك بأذْرَبَ من ظُبَةِ السيف ، بعضب قوي ، ولسان علي ، ثم لا يكون لك في ذلك حل ولا ترحال ، فقال صعصعة : لو أجد غرضاً منك لرميت ، بل أرى شبحاً ولا أرى مثالا ، إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ، أما لو كنت
46
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 46