responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 45


فقال له ابن عباس : فمن الفارس فيكم ؟ حُدَّ لي حدا أسمعه منك فإنك تضع الأشياء مواضعها يا ابن صوحان ، قال : الفارس من قصر أجله في نفسه ، وضغم على أمله بضرسه ، وكانت الحرب أهون عليه من أمسه ، ذلك الفارس إذا وقدت الحروب ، واشتدت بالأنفس الكروب ، وتداعوا للنزال ، وتزاحفوا للقتال ، وتخالسوا المهج ، واقتحموا بالسيوف اللجج ، قال : أحسنت والله يا ابن صوحان ، إنك لسليل أقوام كرام خطباء فصحاء ، ما ورثت هذا عن كَلالة ، زدني قال : نعم ، الفارس كثير الحذر ، مدير النظر ، يلتفت بقلبه ، ولا يدير خرزات صلبه ، قال : أحسنت والله يا ابن صوحان الوصف ، فهل في مثل هذه الصفة من شعر ؟ قال : نعم ، لزهير بن جَنَاب الكلبي يرثي ابنه عمراً حيث يقول :
< شعر > فارس تكلأ الصحابة منه بحسام يمر مر الحريق لا تراه لدى الوغى في مجال يغفل الطرف ، لا ، ولا في مضيق من يراه يخَلْه في الحرب يوماً أنه أخرق مضل الطريق < / شعر > في أبيات ، فقال له ابن عباس : فأين أخواك منك يا ابن صوحان ؟
صِفهُما لأعرف وزنكم ، قال : أما زيد فكما قال أخو غَنيّ :
< شعر > فتى لا يبالي أن يكون بوجهه إذا سدّ خلَّاتِ الكرام شُحُوبُ إذا ما تراءاه الرجال تحفَّظوا فلم ينطقوا العوراء وهو قريب حليف الندى يدعو الندى فيجيبه إليه ويدعوه الندى فيجيب يبيت الندى يا أم عمرو ضَجِيعَه إذا لم يكن في المنقيات حلوب كأن بيوت الحي ما لم يكن بها بَسَابِسُ ما يُلْفَى بهن عريب < / شعر > في أبيات ، كان والله يا ابن عباس عظيم المروءة ، شريف الأخوة ، جليل الخطر ، بعيد الأثر ، كميش العروة ، أليف البدوة ، سليم جوانح

45

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست