responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 457


من الماء على صدر المأمون ونحره وترْقوَتِه فبلَّت ثوبه ، ثم انحدر الفراش ثانية فأخذها ووضعها بين يدي المأمون في منديل تضطرب ، فقال المأمون :
تُقلى الساعة ، ثم أخذته رعدة من ساعته ، فلم يقدر يتحرك من مكانه ، فغطي باللحف والدواويج ، وهو يرتعد كالسعفة ، ويصيح البرد البرد ، ثم حول إلى المضرب ، ودثر ، وأوقدت النيران حوله ، وهو يصيح : البرد البرد ، ثم أتي بالسمكة وقد فرغ من قليها فلم يقدر على الذوق منها ، وشغله ما هو فيه عن تناول شيء منها ، ولما اشتد به الأمر سأل المعتصم بختيشوع وابن ماسويه في ذلك الوقت عن المأمون وهو في سكرات الموت ، وما الذي يدل عليه علم الطب من أمره ؟ وهل يمكن برؤه وشفاؤه ؟ فتقدم ابن ماسويه ، فأخذ إحدى يديه وبختيشوع الاخرى ، وأخذ المجسة من كلتا يديه ، فوجدا نبضه خارجاً عن الاعتدال ، مُنذراً بالفناء والانحلال ، والتزقت أيديهما ببشرته لِعَرَقٍ كان يظهر منه من سائر جسده ، كالزيت ، أو كلعاب بعض الأفاعي ، فأخبر المعتصم بذلك ، فسألهما عن ذلك ، فأنكرا معرفته ، وأنهما لم يجداه في شيء من الكتب ، وأنه دال على انحلال الجسد ، وأفاق المأمون من غشيته ، وفتح عينيه من رقدته ، فأمر بإحضار أناس من الروم ، فسألهم عن اسم الموضع والعين ، فأحضر له عدة من الأسارى والأدلة ، وقيل لهم : فسروا هذا الاسم القشيرة [1] ، فقيل له تفسيره مُدّ رجليك ، فلما سمعها اضطرب من هذا الفأل وتطيَّر به ، وقال : سَلوهم ما اسم الموضع بالعربية ، فقالوا : الرقة ، وكان فيما عمل من مولد المأمون أنه يموت بالموضع المعروف بالرقة ، وكان المأمون كثيراً ما يحيد عن المقام بمدينة الرقة فرَقاً من الموت فلما سمع هذا من الروم علم أنه الموضع الذي وُعِد فيه فيما تقدم من مولده ، وأن فيه وفاته ، وقيل : إن اسم البديدون تفسيره مُدَّ رجليك ،



[1] في نسخة : ما تفسير هذا الاسم وهو القشيرة .

457

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست