responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 433


كان يتولَّى أمر المسلمين سلطان قبلي احْمَدَه المسلمون [1] إما على رضا واما على كره ، فعقد لي ولآخر معي ولاية هذا الأمر بعده في أعناق من حضره من المسلمين ، فأخذ على من حضر بيتَ الله الحرام من الحاجِّ البَيْعَةَ لي ولآخر معي فأعطوه ذلك اما طائعين واما كارهين ، فمضى الذي عقد له معي على هذه السبيل التي مضى عليها ، فلما صار الأمر إليَّ علمت أني احتاج الى اجتماع كلمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على الرضا ، ثم نظرت فرأيت أني متى تخلَّيْتُ عن المسلمين اضطرب حبل الإسلام ومرج عهدهم ، وانتقضت أطرافه ، وغلب الهرج والفتنة ، ووقع التنازع ، فتعطلت أحكام الله سبحانه وتعالى ، ولم يحجَّ أحد بيته ، ولم يجاهد في سبليله ، ولم يكن لهم سلطان يجمعهم ويَسُوسهم ، وانقطعت السبل ، ولم يؤخذ لمظلوم من ظالم ، فقمت بهذا الأمر حياطة للمسلمين ، ومجاهداً لعدوهم . وضابطاً لسبلهم ، وآخذاً على أيديهم ، الى أن يجتمع المسلمون على رجل تتفق كلمتهم على الرضا به ، فأسلِّم الأمر اليه . وأكون كرجل من المسلمين وأنت أيها الرجل رسولي الى جماعة المسلمين ، فمتى اجتمعوا على رجل ورضوا به خرجت اليه من هذا الأمر ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وقام ، فأمر المأمون عليَّ ابن صالح الحاجب بأن ينفذ في طلبه [2] من يعرف مقصده ، ففعل ذلك ثم رجع وقال : وجهت يا أمير المؤمنين من اتبع الرجل فمضى الى مسجد فيه خمسة عشر رجلًا في هيئته وزيه فقالوا له : لقيت الرجل ؟ فقال : نعم ! قالوا : فما قال لك ؟ قال : ما قال لي الا خيراً ، ذكر أنه ضبط أمور المسلمين الى أن تأمن سُبُلُهم ، ويقوم بالحج والجهاد في سبيل الله ، ويأخذ للمظلوم من الظالم ، ولا يعطل الأحكام ، فإذا رضي المسلمون برجل وسلم



[1] في نسخة : احتمله المسلمون .
[2] في نسخة : أن يوجه من يتبعه حتى يعلم أين يقصد .

433

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 433
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست