responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 431


بالمأمون - قال : قال لي المأمون : ما أعياني إلا جواب ثلاثة أنفس : صرت الى أُم ذي الرياستين أعزيها عنه فقلت : لا تأسي عليه ولا تحْزني لفقده ، فإن الله قد أخلف عليك مني ولداً يقوم لك مقامه ، فمهما كنت تنبسطين اليه فيه فلا تنقبضين عني منه ، فبكت ، ثم قالت : يا أمير المؤمنين ، وكيف لا أحزن على ولد أكسبني ولداً مثلك ؟ وأتيت برجل قد تنبأ فقلت له : من أنت ؟ قال : موسى بن عمران عليه السلام ، فقلت : ويحك ! إن موسى بن عمران عليه السلام كانت له آياتٌ ودلالاتٌ بَانَ بها أمره ، منها أنه ألقى عصاه فابتلعت كيْدَ السَّحَرة ، ومنها إخراجه يده من جيبه وهي بيضاء ، وجعلت أعدد عليه ما أتى به موسى بن عمران عليه السلام من دلائل النبوة ، وقلت له : لو أتيتني بشيء واحدٍ من علاماته او آية من آياته كنت أول من آمن بك ، وإلا قتلتك ، فقال : صدقت ، إلا أني أتيت بهذه العلامات لما قال فرعون أنا ربكم الأعلى ، فإن قلت أنت كذلك أتيتك من العلامات بمثل ما أتيته به ، والثالثة أن أهل الكوفة اجتمعوا يَشْكُون عاملا كنت أحمد مذهبه وأرتضي سيرته ، فوجَّهت اليهم إني أعلم سيرة الرجل ، وأنا عازم على القعود لكم في غداة غَدٍ ، فاختاروا رجلا يتولى المناظرة عنكم ، فأنا أعلم بكثرة كلامكم ، فقالوا : ما فينا من نرتضيه لمناظرة أمير المؤمنين ، إلا رجل أطروش ، فإن صبر أمير المؤمنين عليه تفضل بذلك ، فوعدتهم الصبر عليه ، وحضروا من الغد ، فأمرت بالرجال فدخلوا والأطروش ، فلما مثل بين يديَّ أمرتهم بالجلوس ، ثم قلت له : ما تشكو من عاملكم ؟ فقال : يا أمير المؤمنين ، هو شر عامل في الأرض ، أما في أول سنة ولينا فإنا بعنا أثاثاتنا وعَقارَنا ، وفي السنة الثانية بعنا ضياعنا وذخائرنا ، وفي السنة الثالثة خرجنا عن بلدنا فاستغثنا بأمير المؤمنين ليرحم شكوانا ويتطوَّلَ علينا بالأمر بصرفه عنا ، فقلت له : كذبت [1] لا أمان لك ، بل هو رجل أحمدْتُ سيرَته ومذهبه ،



[1] في نسخة : كذبت ، لا أم لك .

431

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست