نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 42
فأخبرني عن أهل الكوفة ، قال : قبة الاسلام ، وذروة الكلام ومظانُّ ذوي الاعلام ، إلا أن بها اجلافاً تمنع ذوي الأمر الطاعة ، وتخرجهم عن الجماعة ، وتلك أخلاق ذوي الهيئة والقناعة ، قال : فأخبرني عن أهل الحجاز ، قال : أسرع الناس إلى فتنة ، وأضعفهم عنها ، وأقلهم غناء فيها ، غير ان لهم ثباتاً في الدين ، وتمسكاً بعروة اليقين ، يتبعون الأئمة الأبرار ، ويخلعون الفسقة الفجار ، فقال معاوية : من البررة والفسقة ؟ فقال : يا ابن أبي سفيان ، ترك الخداع من كشف القناع ، علي وأصحابه من الأئمة الأبرار ، وأنت وأصحابك من أولئك ، ثم أحب معاوية ان يمضي صعصعة في كلامه بعد أن بان فيه الغضب ، فقال : أخبرني عن القبة الحمراء في ديار مضر ، قال : أسد مضر بُسلانٌ بين غيلين ، إذا أرسلتها افترست ، وإذا تركتها احترست ، فقال معاوية : هنا لك يا ابن صوحان العز الراسي ، فهل في قومك مثل هذا ؟ قال : هذا لأهله دونك يا ابن أبي سفيان ، ومن أحب قوماً حشر معهم . قال : فأخبرني عن ديار ربيعة ولا يستخفنك الجهل وسابقة الحمية بالتعصب لقومك . قال : والله ما انا عنهم براض ، ولكني أقول فيهم وعليهم : هم والله اعلام الليل ، وأذناب في الدين والميل لن تغلب رايتها إذا رسخت ، خوارج الدين ، برازخ اليقين ، من نصروه فلج ومن خذلوه زلج ، قال : فأخبرني عن مضر ، قال : كنانة العرب ، ومعدن العز والحسب ، يقذف البحر بها آذيه ، والبر رديه ، ثم أمسك معاوية ومعدن العز والحسب ، يقذف البحر بها آذيه ، والبر رديه ، ثم أمسك معاوية ، فقال له صعصعة : سل يا معاوية والا اخبرتك بما تحيد عنه ، قال : وما ذاك يا ابن صوحان ؟ قال : أهل الشام ، قال : فأخبرني عنهم ، قال : اطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق ، عصاة الجبار ، وخلفة الأشرار ، فعليهم الدمار ، ولهم سوء الدار ، فقال معاوية : والله يا ابن صوحان انك لحاملٌ مديتك منذ أزمان ، إلا أن حلم ابن أبي سفيان يرد عنك ، فقال
42
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 42