نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 414
الكتاب الأوسط . وأتي بخادمه كوثر ، وكان حظِيّه ، معه الخاتم والبُرْدُ والسيف والقضيب ، فلما أصبح طاهر أمر برأسه ، فنصب على باب من أبواب بغداد يعرف بباب الحديد نحو قَطْرُبُلَّ في الجانب الغربي ، الى الظهر ، ودفنت جثته في بعض تلك البساتين . ولما وضع رأس الأمين بين يدي طاهر قال : اللهم مالك الملك ، تؤتي الملك من تشاء ، وتنزع الملك ممن تشاء ، وتعز من تشاء ، وتذل من تشاء ، بيدك الخير ، إنك على كل شيء قدير ، وحُمِل الرأس الى خراسان إلى المأمون في منديل والقطنُ عليه والأطليةُ ، فاسترجع المأمون وبكى واشتد تأسفه عليه ، فقال له الفضل بن سهل : الحمد لله يا أمير المؤمنين على هذه النعمة الجليلة ، فان محمداً كان يتمنى أن يراك بحيث رأيته [1] ، فأمر المأمون بنصب الرأس في صَحْن الدار على خشبة ، وأعطى الجند ، وأمر كل من قبض رزقه أن يلعنه ، فكان الرجل يقبض ويلعن الرأس ، فقبض بعض العجم عطاءه فقيل له : العن هذا الرأس ، فقال : لعن الله هذا ولعن والديه ، وما ولدا وأدخلهم في كذا وكذا من أمهاتهم ، فقيل له : لعنت أمير المؤمنين ، وذلك بحيث يسمعه المأمون منه فتبسَّم وتغافل ، وأمر بحط الرأس ، وترك ذلك المخلوع ، وطيب الرأس وجعله في سفط ، ورده الى العراق فدفن مع جثته ، ورحم الله أهل بغداد وخلصهم مما كانوا فيه من الحصار والجزع والقتل ، ورثاه الشعراء ، وقالت زبيدة أم جعفر والدته : < شعر > أودى بإلفك من لم يترك الناسا فامنح فؤادك عن مقتولك الياسا لمَّا رأيتُ المنايا قد قصدنَ له أصبن منه سواد القلب والراسا فبتُّ متكئاً أرْعى النجوم له إخال سنته في الليل قرطاسا والموت دانٍ له ، والهم قارنه حتى سقاه التي أودى بها الكاسا < / شعر >