نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 391
وذكر أحمد بن هشام - وكان من وجوه القواد - قال : جئت الى مضرب طاهر وقد توهم أني قُتِلْتُ في المعركة ومعي رأس علي وقد شد ، فقال : البشري ، هذه خصلة من رأس علي مع غلامي في المخلاة ، فطرحه قُدّامه ، ثم أتى بجثته ، وقد شدَّت يداه ورجلاه ، كما يفعل بالدواب إذا ماتت ، فأمر به طاهر فألقي في بئر ، وكتب الى ذي الرياستين الفضل بن سهل بالخبر ، فكان في الكتاب : أطال الله بَقَاكَ ، وكبَتَ أعداك ، كتابي إليك ، ورأس علي بن عيسى بين يدي وخاتمه في أصبعي ، والحمد لله رب العالمين ، فسر المأمون بذلك ، وسُلم عليه في ذلك الوقت بالخلافة . وقد كانت أم جعفر لا تعلق من الرشيد ، فشاور بعض مجالسيه من الحكماء وشكا ذلك اليه ، فأشار عليه بأن يُغيرَها ، فان ابراهيم الخليل عليه السلام كانت عنده سارة فلم تكن تعلق منه ، فلما وهبت له هاجر علقت منه بإسماعيل فغارت سارة عند ذلك ، فعلقت بإسحاق ، فاشترى الرشيد أم المأمون ، فاستخلاها ، فعلقت بالمأمون ، فغارت أم جعفر عند ذلك فعلقت بمحمد . قال المسعودي : وقد قدمنا التنازع في ذلك - أعني قصص ابراهيم واسماعيل وإسحاق عليهم السلام - وقول من ذهب الى ان إسحاق هو المأمور بذبحه ، ومن قال : بل اسماعيل ، وما ذكر كل فريق منهم في ذلك ، وقد تناظر في ذلك السلف والخلف فمن ذلك ما جرى بين عبد الله بن عباس وبين مولاه عِكرِمة ، وقد قال عكرمة : من المأمور بذبحه ؟ فقال : اسماعيل ، واحتج بقول الله عز وجل : ( ومن وراء إسحاق يعقوب ) ألا ترى أنه بشّر إبراهيم بولادة إسحاق فكيف يأمره بذبحه ، فقال له عكرمة : أنا أوجدك [1] أن الذبيح إسحاق من القرآن ، واحتج بقول الله عز وجل : وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ، ويتم نعمته عليك وعلى