responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 390


فسيره في جيش عظيم نحو خراسان فلما قرب من الري قيل له : ان طاهر بن الحسين مقيم بها وقد كان يظن أن طاهراً لا يثبت له فقال والله ما طاهر الا شوكة من أغصاني وشرارة من ناري ، وما مثل طاهر يؤمر على جيش ، وما بينه وبين الموت الا ان تقع عينه على سوادكم ، فان السِّخال لا تقوى على نطاح الكباش ، والثعالب لا تقدر على لقاء الأسد ، فقال له ابنه : ابعث طلائع وارتد موضعاً لعسكرك ، فقال : ليس مثل طاهر يستعدُّ له بالمكايد ويستظهر له بالاحتراز والتحفظ ، انَّ حال طاهر يؤدي الى أمرين : اما ان يتحصن بالري فيثب به أهلها ويكفونا مؤنته ، او يخليها ويدبر راجعاً ، لو قد قربت خيولنا منه ، فقال له ابنه : ان الشرارة ربما صارت ضراماً ، فقال : اسكت ان طاهراً ليس قرناً في هذا الموضع ، وإنما تحترس الرجال من أقرانها . وسار علي بن عيسى حتى دنت عساكره من الري ، وتبين ما عليه طاهر من الجد وأهبة الحرب وضم الأطراف ، فعدل الى رُستاق من رساتيق الري متياسراً عن الطريق ، فنزل به ، وانبسطت عساكره ، واقبل طاهر في نحو من اربعة آلاف فارس فأشرف على عساكر علي بن عيسى وتبين كثرتها وعدة ما فيها ، فعلم ان لا طاقة له بذلك الجيش ، فقال لخواص من معه : نجعلها خارجية ، وكردَسَ خيله كراديس ، وصمد في نحو القلب في سبعمائة من الخوارزمية وغيرهم من فرسان خراسان ، وخرج اليه من القلب العباس بن الليث مولى المهدي ، وكان فارساً ، فقصده طاهر وضم يديه على سيفه فانثنى العباس وانضم المعروف بداود سياه الى علي بن عيسى وقد اختلط الناس ، فضربه ضربة فأتى عليه ، وكان علي في ذلك الوقت على برذون كميت أرجل ، وتمالأ على رأسه الرجال ، وتنازعوا في خاتمه ورأسه ، فذبحه رجل يعرف بطاهر بن الراجي ، وقبض آخر على خصلة من شعر لحيته ، وآخر على خاتمه ، وكان سبب هزيمة الجيش ضربة طاهر بيديه جميعاً للعباس بن الليث ، وبذلك سمي طاهر ذا اليمينين ، لجمعه يَدَيه على السيف .

390

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست