responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 385


فسقط منه أسواط بأثمارها ، فضرب مائتي سوط ، وتولى ضربه أولئك الخدم ، فضربوه أشد الضرب الذي يكون بغير [1] معرفة ، فكادوا يأتون على نفسه ، فخفنا عليه الموت ، فقال الخليل بن الهيثم لوكيله المعروف بأبي يحيى : إن هنا رجلا قد كان في الحبس وهو بصير بالعلاج لمثل هذا أو شبهه ، فصر إليه واسأله ان يعالجه ، قال : فأنهيت إليه ذلك ، فقال : لعلك تريد ان تعالج الفضل بن يحيى ، فقد بلغني ما صنع به ؟ فقلت : إياه اريد ، قال : فامضِ بنا إليه حتى اعالجه ، فلما رآه قال : أحسبه ضربه خمسين سوطاً ، قال :
إنه ضربه مائتي سوط ، قال : ما أظن إلا ان هذا أثر خمسين سوطاً ، ولكن يحتاج أن ينام على باريَّة وأدوسَ صدره ساعة ، فجزع الفضل من ذلك ، ثم أجاب إليه ، ففعل ذلك به ، ولم يزل يدوس صدره ، ثم أخذ بيده فجذبه حتى اقامه عن البارية ، فتعلق بها من لحم ظهره شيء كثير ، ثم جعل يختلف إليه ويعالجه إلى ان نظر يوماً إليه فخرَّ ساجداً ، فقلت : ما لك ؟ فقال : يا أبا يحيى ، قد برئ أبو العباس ، ادْنُ مني حتى ترى ، قال : فدنوت منه فأراني في ظهره لحماً نابتاً ، ثم قال لي . أتحفظ قولي هذا أثرُ خمسين سوطاً ؟ قلت : نعم ، قال : والله لو ضُربَ ألف سوط ما كان أثرها بأشد من ذلك الأثر ، وإنما قلت ذلك لكي تقوى نفسه فيعينني على علاجه ، فلما خرج الرجل قال لي الفضل : يا أبا يحيى ، قد احتجت عشرة آلاف درهم ، فَسِرْ إلى المعروف بالنسائي واعلمه حاجتي إليها ، قال :
فأتيته بالرسالة ، فأمر بحملها إليه ، فقال : يا أبا يحيى ، أحب ان تمضي بها الى هذا الرجل ، وتعتذر إليه وتسأله قبول ما وجهت به ، قال : فمضيت إليه فوجدته قاعداً على حصير وطنبور له معلق ودساتيج فيها نبيذ وأداة رثة ، فقال : ما حاجتك يا أبا يحيى ؟ فأقبلت أعتذر عن الفضل ، وأذكر ضيق الأمر عليه ، وأعلمته بما وجه به إليه ، فامتعض من ذلك ونخر حتى



[1] في نسخة : بغير مغفرة .

385

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 385
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست