responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 373


مسلكه ، وخفي عن الأبصار موضعه وحارت العقول عن كيفية تمكنه غير ان ابتداء حركته من القلب ، ثم تسير الى سائر الأعضاء ، فتظهر الرِّعْدة في الأطراف ، والصفرة في الألوان ، واللجلجة في الكلام ، والضعف في الرأي والويل والعثار حتى ينسب صاحبه إلى النقص .
وذهب بعض الأطباء إلى أن العشق طمع يتولد في القلب وينمى وتجتمع إليه مواد من الحرص فإذا قوي زاد بصاحبه الاهتياج واللجاج والتمادي في التفكر والأماني والهيمان والأحزان وضيق الصدر وكثرة الفكر وقلة الطعم وفساد العقل ويبس الدماغ ، وذلك أن التمادي في الطمع للدَّمِ محرق ، فإذا احترق استحال الى السوداء ، فإذا قويت جلبت الفكر فتستعلي الحرارة ، وتلتهب الصفراء ، ثم تستحيل الصفراء الى الفساد فتلحق حينئذ بالسوداء ، وتصير مادة لها ، فتقوى ، ومن طبائع السوداء الفكر ، فإذا فسد الفكر اختلطت الكيموسات بالفساد ، ومع الاختلاط تكون الفَدامة ونقصان العقل ورجاء ما لا يكون ولا يتم فحينئذ يشتد ما به ، فيموت أو يقتل نفسه ، وربما شهق فتخفى روحه أربعاً وعشرين ساعة فيظن أنه مات فيقبرونه حياً ، وربما تنفَّس الصُّعداء فتخفى روحه في تامور قلبه ، وينضم القلب ولا ينفرج حتى يموت ، وربما ارتاح وتشوق بالنظر ويرى من يحب فجأة ، وأنت ترى العاشق إذا سمع ذِكْر من يحب كيف يهرب دمه ويحول لونه .
وقال بعضهم : إن الله خلق كل روح مدورة على هيئة الكرة ، وجزأها أنصافاً ، وجعل في كل جسد نصفاً ، فكلُّ جسدٍ لقي الجسد الذي فيه النصف الذي قطع من النصف الذي معه كان بينهما عِشْقٌ ضرورة للمناسبة القديمة ، وتفاوت أحوال الناس في ذلك من القوة والضعف على قدر طبائعهم .
ولأهل هذه المقالة خَطْب طويل فيما ذكرنا ، وان النفوس نورية جوهر بسيط نزل من علو الى هذه الأجساد فسكنها ، وأن النفوس تلي بعضاً على حسب مجاورتها في عالم النفس في القرب والبعد ، وذهب الى هذا المذهب

373

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 373
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست