نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 362
رأسها واندفعت ، فمرت فيه ثم قالت : كأني بك وقد أخذت مكان الأربعة دراهم أربعة آلاف دينار ، من الخليفة ، ثم اندفعت تغنيه وتوقع على جرتها ، فلم تزل تردده حتى رسخ في صدري ، ثم مضت ، وانصرفت الى مولاي وجلًا ، فقال : هلم خراجك ، فلويت لساني ، فقال : يا ابن اللخناء ، ألم يكفك ما مر عليك بالأمس ، فقلت : إني أعرفك أني اشتريت بخراجي أمس واليوم هذا الصوت ، واندفعت أغنيه ، فقال لي : ويحك ! ! معك مثل هذا الصوت منذ يومين ولم تعلمني ، امرأته طالق لو كنت قلته أمس لأعتقتك فأما حلق الرأس واللحية فلا حيلة لي فيهما ، وأما خراجك فقد وهبه الله لك إلى أن ينبت شعرك ، قال : فضحك الرشيد وقال : ويلك ! ! ما أدري أيما أحسن : حديثك ، أم غناؤك ؟ وقد أمرت لك بما ذكرته السوداء ، فقبضه وانصرف ، والشعر : < شعر > قف بالمنازل ساعة فتأمل هل بالديار لرائد من منزل ؟ ما بالديار من البلى فلقد أرى فلسوف أحمل للبلى في محمل < / شعر > الرشيد يجري حلبة الخيل : وأجرى الرشيد الخيل يوماً بالرقة ، فلما أرسلت ، سار الى مجلسه في صدر الميدان حيث توافى اليه الخيل ، فوقف على فرسه وكان في أوائلها سوابق من خيله يقدمها فرسان في عنان واحد لا يتقدم أحدهما صاحبه ، فتأملها فقال : فرسي والله ، ثم تأمل الآخر فقال : فرس ابني المأمون ، قال : فجاءا يحنكان أمام الخيل وكان فرسه السابق وفرس المأمون الثانية ، فسر بذلك ، ثم جاء الخيل بعد ذلك ، فلما انقضى المجلس وهمّ بالانصراف قال الأصمعي - وكان حاضراً وقد تبيَّن سرور الرشيد - للفضل بن الربيع : يا أبا العباس ، هذا يوم من الأيام فأحب ان توصلني الى أمير المؤمنين ، وقام الفضل فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا الأصمعي يذكر شيئاً من أمر الفرسين يزيد الله به أمير المؤمنين سروراً ، قال : هاته ، فلما دنا قال : ما عندك يا أصمعي ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، كنت وابنك اليوم في فرسيكما كما قالت الخنساء :
362
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 362