نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 319
< شعر > إني على ما لقيت منكم لمعجَبٌ منكم بدائي شتَّان ما بينكم وبيني في نصح حبي ، وفي وفائي منحتكم صَبْوتي وودي فكان ذا منكُم جزائي < / شعر > وحدث المبرد محمد بن يزيد أن رَيطة ابنة أبي العباس السفاح وجهت إلى عبد الله بن مالك الخزاعي في شراء رقيق للعتق ، وأمرت جاريتها عتبة - وكانت لها ثم صارت إلى الخيزران بعدها - أن تحضر ذلك ، فإنها لجالسة إذ جاء أبو العتاهية في زي متنسك فقال : جعلني الله فداك ! أنا شيخ ضعيف كبير لا يَقْوَى على الخدمة ، فان رأيت أعزك الله ان تأمري بشرائي وعتقي فعلت مأجورة ، فأقبلت على عبد الله ، فقالت : إني لأرى هيئة جميلة وضعفاً ظاهراً ، ولساناً فصيحاً ورجلا بليغا ، فاشتره وأعتقه ، فقال : نعم فقال أبو العتاهية : أتأذنين لي أصلحك الله في تقبيل يدك شكراً لك على جميل فعلك وما أوليتني فأذنت له ، فقبَّلَ يدها وانصرف ، فضحك عبد الله ابن مالك ، وقال : أتدرين من هذا ؟ قالت : لا ، قال : هذا أبو العتاهية ، وإنما احتال عليك حتى قبل يدك فسترَتْ وجهها خجلا ، وقالت : سَوْأة لك يا أبا العباس ، أمثلك يعبث ؟ إنما اغتررنا بكلامك ، وقامت فلم تعد اليه . ولأبي العتاهية أشعار حسان سنذكرها في أخبار من يرد من الخلفاء ، وسنذكر لمعاً من اخباره وما استحسناه من اشعاره وذكر وفاته ولو لم يكن لأبي العتاهية سوى هذه الأبيات التي أبان فيها عن صدق الإخاء ومحض الوفاء لكان مبرزاً على غيره ، ممن كان في عصره وهي : < شعر > ان أخاكَ الصِّدق من كان معك ومن يضرّ نفسه لينفعك ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت شمل نفسه كي يجمعك < / شعر >
319
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 319