responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 295


وكان يُدْعَى بالنفس الزكية لزهده ونسكه ، وكان مستخفياً من المنصور ، ولم يظهر حتى قبض المنصور على أبيه عبد الله بن الحسن وعمومته وكثير من أهله وعدتهم ، ولما ظهر محمد بن عبد الله بالمدينة دعا المنصور إسحاق بن مسلم العقيلي ، وكان شيخاً ذا رأي وتجربة ، فقال له : أشِرْ عليَّ في خارجي خرج علي ، قال : صف لي الرجل ، قال : رجل من ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو علم وزهد وورع ، قال : فمن تبعه ! قال : ولد علي وولد جعفر وعَقِيل وولد عمر بن الخطاب وولد الزبير بن العوام وسائر قريش وأولاد الأنصار ، قال له : صف لي البلد الذي قام به ، قال : بلد ليس به زَرْع ولا ضَرْع ولا تجارة واسعة ، ففكر ساعة ثم قال : اشحن يا أمير المؤمنين البصرة بالرجال ، فقال المنصور في نفسه : قد خَرِف الرجل ، أسأله عن خارجي خرج بالمدينة يقول لي اشحن البصرة بالرجال ، فقال له :
انصرف يا شيخ ، ثم لم يكن إلا يسير حتى ورد الخبر أن إبراهيم قد ظهر بالبصرة ، فقال المنصور : عليَّ بالعقيلي ، فلما دخل عليه أدناه ثم قال له :
إني كنت قد شاورتك في أمر خارجي خرج بالمدينة فأشرت علي أن أشحن البصرة بالرجال أوكانَ عندك من البصرة علم ! قال : لا ، ولكن ذكرت لي خروج رجل إذا خرج مثلُه لم يتخلَّفْ عنه أحد ، ثم ذكرت لي البلد الذي هو فيه فإذا هو ضيق لا يحتمل الجيوش ، فقلتُ : إنه رجل سيطلب غير موضعه ، ففكرت في مصر فوجدتها مضبوطة ، والشام والكوفة كذلك ، وفكرت في البصرة فخفت عليها منه لخلوها ، فأشرت بشحنها ، فقال له المنصور : أحسنت ، وقد خرج بها أخوه ، فما الرأي في صاحب المدينة ! قال : ترميه بمثله ، إذا قال أنا بن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال هذا :
وأنا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال المنصور لعيسى بن موسى :
إما أن تخرج إليه وأقيم أنا أمدُّكَ بالجيوش ، وإما أن تكفيني ما أخلِّفُ ورائي وأخرج أنا إليه ، فقال عيسى : بل أقيك بنفسي يا أمير المؤمنين ،

295

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 295
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست