نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 227
وذكر اليحصبي عن الخليل بن إبراهيم السبيعي ، قال : سمعت ابن الجمحي يقول : قال لي العلاء ابن بنت ذي الكلاع : إنه كان مؤانساً لسليمان ابن عبد الملك لا يكاد يفارقه ، وكان أمر المسَوِّدة بخراسان والمشرق قد بان ، ودنا من الجبل ، وقرب من العراق ، واشتد إرجافُ الناس ، ونطق العدو بما أحب في بني أمية وأوليائهم ، قال العلاء : فإني لَمَعَ سليمان وهو يشرب حذاء رصافة أبيه ، وذلك في آخر أيام يزيد الناقص ، وعنده حكم الوادي ، وهو يغنيه بشعر العَرْجِيّ : < شعر > إن الحبيبَ ترَوَّحَتْ أحمالُه أصُلًا ، فدمعك دائم إسْبالُه اقنَ الحياء فقد بكيتَ بعَوْلَةٍ لو كان ينفع باكياً إعوالُه يا حبَّذا تلك الحمول ، وحبَّذا شخصٌ هناك ، وحبَّذا أمثالُه < / شعر > فأجاد بما شاء ، فشرب سليمان بالرطل ، وشربنا معه ، حتى توسدنا أيدينا ، فلم أنتبه إلا بتحريك سليمان إياي ، فقمت إليه مسرعاً ، فقتل له : ما شأن الأمير ؟ فقال لي : على رسْلِك ، رأيت كأني في مسجد دمشق ، وكأن رجلًا في يده خنجر وعليه تاج أرى بصيص ما فيه من جوهر ، وهو رافع صوته بهذه الأبيات : < شعر > أبَني أمَيَّة قد دنا تشتيتكم وذهابُ مُلكِكم وأن لا يرجع وينالُ صفوتَه عدوٌّ ظالم للمحسنين إليه ثمة يفجعُ بعد الممات بكل ذكر صالح يا وَيْلَه من قبح ما قد يَصْنَعُ < / شعر > فقلت : بل لا يكون ذلك ، وعجبت من حفظه ، ولم يكن من أصحاب ذلك ، فوَجَمَ ساعة ثم قال : يا حميري ، بعيدُ ما يأتي به الزمان قريبٌ ، قال : فما اجتمعنا على شراب بعد ذلك . ودخلت سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وكان من أمر المسَوِّدة ومروان بن محمد الجعدي ما كان .
227
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 3 صفحه : 227