responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 192


قالا : بل واحدا ، قال : فهل يسعكم فيه شيء يعجز عني ؟ قالا : لا ، قال : فكيف وسعكم ان توليتم أبا بكر وعمر ، وتولى أحدهما صاحبه ، وتوليتم اهل البصرة وأهل الكوفة ، وتولى بعضهم بعضاً ، وقد اختلفوا في أعظم الأشياء في الدماء والفروج والأموال ، ولا يسعني فيما زعمتم إلا لعن أهل [1] بيتي والتبرؤ منهم ؟ ارأيتم لعن اهل الذنوب فريضة مفروضة لا بدَّ منها ، فإن كانت كذلك فأخبرني أيها المتكلم متى عهدك بلعن فرعون ؟
قال : ما اذكر متى لعنته ، قال : ويحك ! لم لا تلعن فرعون وهو اخبث الخلق ويسعني فيما زعمت لعن اهل بيتي والتبرؤ منهم ؟ ويحكم ! إنكم قوم جهال أردتم أمراً فأخطأتموه ، فأنتم تردون على الناس ما قبله منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويأمن عندكم من خاف عنده ، ويخاف عندكم من أمن عنده ، قالا : ما نحن كذلك ، قال عمر : بل سوف تقرون بذلك الآن ، هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بُعث الى الناس وهم عبدة أوثان فدعاهم الى خلع الأوثان وشهادة أن لا اله إلا الله وان محمداً رسول الله فمن فعل ذلك حقَن دمه ، واحرز ماله ، ووجبت حرمته ، وكانت له اسوة المسلمين ؟ قالا : نعم ، قال : افلستم أنتم تلقونَ من يخلع الأوثان ويشهد ان لا إله إلا الله وان محمداً رسول الله فتستحلوا دمه وماله ، وتلقون من ترك ذلك وأباه من اليهود والنصارى وسائر الأديان فيأمن عندكم وتحرِّمون دمه ، قال الحبشي : ما سمعت كاليوم قط حجة أبين واقرب مأخذاً من حجتك ، اما انا فأشهد انك على الحق وانا بريء ممن برئ منك ، فقال عمر للشيباني :
فأنت ما تقول ؟ قال : ما احسن ما قلت ، وأبين ما وصفت ، ولكني لا افتات على المسلمين بأمر حتى اعرض قولك عليهم فانظر ما حجتهم ، قال :
فأنت اعلم : فانصرف ، واقام الحبشي ، فامر له عمر بعطائه ، فمكث خمسة



[1] في نسخة : الا أن ألعن أهل بيتي وأتبرأ منهم .

192

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست