responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 19


صدره ، فخر الشامي لوجهه ، فكبر الناس تكبيرة ارتَجَّتْ لها الأرض من تحتهم ، وانساب العباس في الناس ، فإذا قائل يقول من ورائي : ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويُخْزِهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ) - الآية فالتفت فإذا بعلي رضي الله عنه ، فقال : يا ابن الأعز ، من المبارز لعدونا ؟ قلت : ابن أخيكم العباس بن ربيعة ، قال : وإنه لهو العباس ؟ قلت : نعم ، فقال : يا عباس ، ألم أنهك وعبد الله بن العباس أن تحلا بمركز أو تبارزا أحداً ؟ قال : إن ذلك كما قلت ، قال علي : فما عدا مما بدا ؟ قال : افأدعى إلى البراز فلا أجيب ؟ قال : طاعة إمامك أولى بك من أجابة عدوك ، وتغيظ واستطار ، ثم تطامن وسكن ورفع يديه مبتهلا ، فقال : اللهم اشكر للعباس مقامه ، واغفر ذنبه ، اللهم إني قد غفرت له فاغفر له ، وتأسف معاوية على عرار بن أدهم ، وقال : متى ينطق فحل بمثله أبطل دمه ! لاها الله ، ألا رجل يشري نفسه يطلب بدم عرار ، فانتدب له رجلان من لخم من أهل البأس ومن صناديد الشام ، فقال : اذهبا فأيكما قتل العباس فله مائة أوقية من التبر ومثلها من اللُّجَين وبعددهما من برود اليمن ، فأتياه فدعواه إلى البراز ، وصاحا بين الصفين : يا عباس يا عباس ، ابرز إلى الداعي ، فقال : ان لي سيداً أريد أن أؤامره ، فأتى علياً وهو في جناح الميمنة يحرض الناس ، فأخبره الخبر ، فقال علي : والله لَوَدَّ معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في بطنه إطفاء لنور الله ( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) أما والله ليملكنهم منا رجال ورجال يسمونهم سوم الخسف حتى تعفو الآثار ، ثم قال : يا عباس ، ناقلني سلاحك بسلاحي ، فناقله ، ووثب على فرس العباس ، وقصد

19

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست