responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 187


< فهرس الموضوعات > بين عمر وعبد له < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > بين عمر وغلام ورد عليه في وفد الحجاز < / فهرس الموضوعات > له ، فكن بها كالمداوي جرحه ، واصبر على شدة الدواء ، لما تخاف من عاقبة الداء .
بين عمر وعبد له :
وذكر بعض الأخباريين أن عمر في عنفوان حداثته جنى عليه عبدٌ له أسود جناية ، فبطحه وهمَّ ليضربه ، فقال له العبد : يا مولاي ، لم تضربني ؟ قال : لأنك جنيت كذا وكذا ، قال فهل جنيت أنت جناية قط غضب بها عليك مولاك ؟ قال عمر : نعم ، قال : فهل عجَّلَ عليك العقوبة ؟ قال : اللهم لا ، قال العبد : فلم تعجل عليّ ولم يعجل عليك ؟
فقال له : قم فأنت حر لوجه الله ، وكان ذلك سبب توبته .
بين عمر وغلام ورد عليه في وفد الحجاز :
وكان عمر يكثر هذا الكلام في دعائه فيقول : يا حليما لا يعجل على من عصاه .
وذكر جماعة من الأخباريين ان عمر لما ولي الخلافة وفد عليه وفود العرب ووفد عليه وفد الحجاز ، فاختار الوفد غلاماً منهم ، فقدموه عليهم ليبدأ بالكلام ، فلما ابتدأ الغلام بالكلام وهو اصغر القوم سناً قال عمر : مهلا يا غلام ليتكلم من هو اسنّ منك فهو اولى بالكلام ، فقال : مهلًا يا أمير المؤمنين ، إنما المرء بأصغريه لسانه وقلبه ، فإذا منح الله العبد لساناً لافظاً ، وقلباً حافظاً ، فقد استجاد له الحلية [1] ، يا امير المؤمنين ، ولو كان التقدم بالسن لكان في هذه الأمة من هو أسن منك ، قال : تكلم يا غلام ، قال : نعم يا أمير المؤمنين ، نحن وفود التهنئة لا وفود المرزئة ، قدمنا إليك من بلدنا ، نحمد الله الذي من بك علينا ، لم يخرجنا إليك رغبة ولا رهبة ، اما الرغبة فقد أتانا منك إلى بلدنا ، وأما الرهبة فقد أمننا الله بعدلك من جورك ، فقال : عظنا يا غلام واوجز ، قال : نعم يا امير المؤمنين ، إن أناساً من الناس غرهم حلم الله عنهم ، وطول املهم ، وحسن ثناء الناس عليهم ، فلا يغرنك حلم الله



[1] في نسخة : استجاد له الخلة .

187

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست