responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 148


يتعشَّى بك ، ثم صعد المنبر فخطب بمعايب الحجاج والبراءة منه ، ودخل مع ابن الأشعث في أمره ، فلم يلبث إلا قليلًا ثم أسِرَ [1] ابن الاشعث ، فأخذ الغضبان فيمن أسِرَ ، فلما أدخل على الحجاج قال : يا غضبان ، كيف رأيت بلاد كرمان ؟ قال : أصلح الله الأمير ، بلاد ماؤها وَشَل ، وثمرها دقل ، ولصها بطل ، والخيل بها ضعاف ، وإن كثر الجند بها جاعوا ، وإن قلوا ضاعوا ، قال : ألست صاحب الكلمة الخبيثة « تغدَّ بالحجاج قبل أن يتعشَّى بك » قال : أصلح الله الأمير ! ما نفعت من قِيلَتْ له ، ولا ضرت من قيلت فيه ، قال : لأقطعنَّ يديك ورجليك من خلاف ثم لأصلبنك ، قال : لا أرى الأمير أصلحه الله يفعل ذلك ، فأمر به فقُيِّد وألقي في السجن ، فأقام به حتى بنى الحجاج خضراء [2] واسط ، فلما استتم بناءها جلس في صحنها ، وقال : كيف ترون قبتي هذه ؟ قالوا : ما بني لخلق قبلك مثلها ، قال :
فإن فيها مع ذلك عيباً فهل فيكم مخبري به ؟ قالوا : والله لا نرى بها عيباً ، فأمر بإحضار الغضبان ، فأتى به يرْسُف في قيوده ، فلما دخل عليه قال له الحجاج : أراك يا غضبان سميناً ، قال : أيها الأمير القيد والرتعة ، ومن يكن ضيف الأمير يسمن ، قال : فكيف ترى قبتي هذه ؟ قال : أرى قبة ما بني لأحد مثلها إلا أن بها عيباً ، فإن أمنني الأمير أخبرته به ، قال : قل آمناً ، قال : بنيت في غير بلدك لغير ولدك لا تتمتع به ولا تنعم ، فما لما لا يتمتع فيه من طيب ولا لذة ، قال : رُدُّوه فإنه صاحب الكلمة الخبيثة ، قال : أصلح الله الأمير ! إن الحديد قد أكل لحمي وبَرَى عظمي ، فقال :
احملوه ، فلما استقلَّ به الرجال قال : ( سُبْحَانَ الذي سخَّر لنا هذا وما كُنَّا له مُقْرِنينَ ) قال : أنزلوه ، فلما استوى على الأرض قال : اللهم ( أنزلني منزلًا مباركاً وأنت خير المنزلين ) قال : جُرُّوه ، فلما جَرُّوه قال :



[1] في نسخة : حتى أثر ابن الأشعث .
[2] في نسخة : بني الحجاج قصر واسط فلما استتم بناءه جلس في صحنه .

148

نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي    جلد : 3  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست