نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 418
< شعر > ولا تجزع من الموت إذا حل بواديكا < / شعر > وسمعا منه في الوقت الذي قتل فيه ، فإنه قد خرج الى المسجد ، وقد عسر عليه فتح باب داره ، وكان من جذوع النخل ، فاقتلعه وجعله ناحية ، وانحل إزاره ، فشده وجعل ينشد هذين البيتين المتقدمين . وقد كان معاوية دسَّ أناساً من أصحابه الى الكوفة يشيعون موته ، وأكثر الناسُ القول في ذلك حتى بلغ علياً ، فقال في مجلسه : قد أكثرتم من نعي معاوية ، والله ما مات ولا يموت حتى يملك ما تحت قدمي ، وإنما أراد ابن آكلة الأكباد أن يعلم ذلك مني ، فبعث من يشيع ذلك فيكم ليعلم ويتيقن ما عندي فيه ، وما يكون من أمره في المستقبل من الزمان ، ومر في كلام كثير يذكر فيه أيام معاوية ومن تلاه من يزيد ومروان وبنيه ، وذكر الحجاج وما يسومهم من العذاب ، فارتفع الضجيج ، وكثر البكاء والشهيق ، فقام قائم من الناس فقال : يا امير المؤمنين ، لقد وصفت أموراً عظيمة ، الله إن ذلك كائن ؟ قال علي : والله إن ذلك لكائن ، ما كذبت ولا كذبت ، فقال آخرون : متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا خُضبَت هذه من هذه ، ووضع إحدى يديه على لحيته والأخرى على رأسه ، فأكثر الناسُ من البكاء ، فقال : لا تبكوا في وقتكم هذا فستبكون بعدي طويلا ، فكاتب اكثر أهل الكوفة معاوية سراً في أمورهم ، واتخذوا عنده الأيادي ، فو الله ما مضت إلا أيام قلائل حتى كان ذلك ، وسنذكر فيما يرد من هذا الكتاب - بعد ذكرنا لزهده ولمع من كلامه - جملًا من أخباره أيضاً في أيام معاوية بن أبي سفيان ، والله ولي التوفيق .
418
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 418