نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 396
موسى ، فقال : يا أبا عبد الله ، ان أهل العراق قد أكرهوا علياً على أبي موسى ، وأنا وأهل الشام راضونَ بك ، وقد ضم إليك رجل طويل اللسان قصير الرأي ، فأخِّر الحزَّ ، وطبق المفصل ، ولا تلقَه برأيك كله ، ووافاهم سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن عوف الزهري والمغيرة بن شعبة الثقفي وغيرهم ، وهؤلاء ممن قَعَدَ عن بيعة علي ، في آخرين من الناس . وذلك في شهر رمضان من سنة ثمان وثلاثين ، فلما التقى أبو موسى وعمرو قال عمرو لأبي موسى : تكلم وقل خيراً ، فقال أبو موسى : بل تكلم أنت يا عمرو ، فقال عمرو : ما كنت لأفعل وأقدم نفسي قبلك ، ولك حقوق كلها واجبة لسنك وصحبتك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنت ضيف ، فحمد الله أبو موسى وأثنى عليه ، وذكر الحدث الذي حَلَّ بالإسلام ، والخلاف الواقع بأهله ، ثم قال : يا عمرو : هلم إلى أمر يجمع الله به الألفة ، ويلم الشَّعَثَ ، ويصلح ذات البين ، فجزَّاه عمرو خيراً ، وقال : إن للكلام أولًا وآخراً ، ومتى تنازعنا الكلام خطباً لم نبلغ آخره حتى ننسى أوله ، فاجعل ما كان من كلام بيننا في كتاب يصير إليه أمرنا ، قال : فاكتب ، فدعا عمرو بصحيفة وكاتب ، وكان الكاتب غلاماً لعمرو ، فتقدم إليه ليبدأ به أولًا دون أبي موسى ، لما أراد من المكر به ، ثم قال له بحضرة الجماعة : اكتب فإنك شاهد علينا ، ولا تكتب شيئاً يأمرك به أحدنا حتى تستأمر الآخر فيه ، فإذا أمرك فاكتب ، وإذا نهاك فانته حتى يجتمع رأينا ، أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما تقاضى عليه فلان وفلان فكتب ، وبدأ بعمرو ، فقال له عمرو : لا أم لك ! أتقدمني قبله كأنك جاهل بحقه ؟ فبدأ باسم عبد الله بن قيس ، وكتب : تقاضيا على أنهما يشهدان أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
396
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 396