نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 390
الشام : يا معشر العرب الله الله في الحرمات والنساء والبنات ، وقال معاوية : هلم مخبآتك يا ابن العاص فقد هلكنا ، وتذكر ولاية مصر ، فقال عمرو : أيها الناس ، من كان معه مصحف فليرفعه على رمحه ، فكثر في الجيش رفع المصاحف ، وارتفعت الضجة ونادوا : كتاب الله بيننا وبينكم ، من لثغور الشام بعد أهل الشام ؟ ومن لثغور العراق بعد أهل العراق ؟ ومن لجهاد الروم ؟ ومن للترك ؟ ومن للكفار ؟ ورفع في عسكر معاوية نحو من خمسمائة مصحف ، وفي ذلك يقول النجاشي بن الحارث : < شعر > فأصبح أهل الشام قد رفعوا القَنا عليها كتاب الله خير قَرانِ ونادوا عليا : يا ابن عم محمد أما تتقي أن يهلِكَ الثقلانِ ؟ < / شعر > فلما رأى كثير من أهل العراق ذلك قالوا : نجيب إلى كتاب الله ونُنيب اليه ، وأحبّ القوم الموادعة ، وقيل لعلي : قد أعطاك معاوية الحق ، ودعاك الى كتاب الله فاقبل منه ، وكان أشدهم في ذلك اليوم الأشعث بن قيس ، فقال علي : أيها الناس ، إنه لم يزل من أمركم ما أحب حتى قرحتكم الحرب ، وقد والله أخذت منكم وتركت ، وإني كنت بالأمس أميراً فأصبحت اليوم مأموراً ، وقد أحببتم البقاء ، فقال الأشتر : ان معاوية لا خَلَفَ له من رجاله ، ولك بحمد الله الخلف ، ولو كان له مثل رجالك لما كان له مثل صبرك ولا نصرك ، فاقرع الحديد بالحديد واستعن با لله ، وتكلم رؤساء أصحاب علي بنحو من كلام الأشتر ، فقال الأشعث بن قيس : إنا لك اليوم على ما كنا عليه أمس ، ولسنا ندري ما يكون غدا ، وقد والله فُل الحديد ، وكَلَّت البصائر ، وتكلم معه غيره بكلام كثير ، فقال علي : ويحكم إنهم ما رفعوها لأنكم تعلمونها ولا يعلمون بها ، وما رفعوها لكم إلا خديعة ودهاء ومَكِيدة ، فقالوا له : إنه ما يسعنا أن نُدْعَى
390
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 390