نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 384
وثلاثين ، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي فقال : أخرجوني وادعوا « الصلاةَ جامعةً » فوضع على المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وعلى آله ، ثم قال : أيها الناس ، إن الناس قد بايعوا علياً فعليكم بتقوى الله وانصروا علياً ووازروه ، فو الله إنه لعلى الحق آخراً وأولًا ، وإنه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي الى يوم القيامة ، ثم أطبق يمينه على يساره ثم قال : اللهم اشهد ، إني قد بايعت علياً ، وقال : الحمد لله الذي أبقاني الى هذا اليوم ، وقال لابنيه صفوان وسعد : احملاني وكونا معه ، فستكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس ، فاجتهدا أن تستشهدا معه ، فإنه والله على الحق ، ومن خالفه على الباطل ، ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام ، وقيل : بأربعين يوماً ، واستشهد عبد الله بن الحارث النخعي أخو الاشتر ، واستشهد فيه عبد الله وعبد الرحمن ابنا بَدِيل بن ورقاء الخزاعي في خلق من خزاعة ، وكان عبد الله في ميسرة علي وهو يرتجز ويقول : < شعر > لم يبق إلا الصبر والتوكل وأخذك الترس وسيف مصقلْ ثم التمشي في الرعيل الأولْ < / شعر > فقتل ، ثم قتل عبد الرحمن أخوه بعد ، فيمن ذكرنا من خزاعة . ولما رأى معاوية القتل في أهل الشام وكلَبَ أهل العراق عليهم استدعى بالنعمان بن جَبَلة التنوخي - وكان صاحب راية قومه في تنوخ وبَهْراء - وقال له : لقد هممت ان أولى قومك من هو خير منك مقدماً ، وأنصح منك دينا ، فقال له النعمان : إنا لو كنا ندعو قومنا إلى جيش مجموع لكان في كسع الرجال بعضُ الأناة ، فكيف ونحن ندعوهم الى سيوف قاطعة ، ورُدَينية شاجرة ، وقوم ذوي بصائر نافذة ، والله لقد نصحتك على نفسي ، وآثرت ملكك
384
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 384