نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 366
سليمان ، وقال الهيثم بن عدي : كان يكنى بأبي القاسم ، وفيه يقول قاتله : < شعر > وأشعث سجاد بآيات ربه قليل الأذى فيما ترى العين مسلم شككت له بالرمح جيب قميصه فخرَّ صريعاً لليدين وللفم على غير شيء غير أن ليس تابعاً علياً ، ومن لا يتبع الحق يندم يذكرني حاميم والرمح شارع فهلا تلا حاميم قبل التقدم < / شعر > وقد كان أصحاب الجمل حملوا على ميمنة علي وميسرته فكشفوها ، فأتاه بعض ولد عقيل وعلي يخفِق نعاساً على قرَبوس سرجه ، فقال له : يا عم ، قد بلغت ميمنتك وميسرتك حيث ترى ، وأنت تخفق نعاساً ؟ قال : اسكت يا ابن أخي ، فان لعمك يوماً لا يعدوه ، والله ما يبالي عمك وقع على الموت أو وقع الموت عليه ، ثم بعث الى ولده محمد ابن الحنفية ، وكان صاحب رايته : احمل على القوم ، فأبطأ محمد بحملته ، وكان بإزائه قوم من الرماة ينتظر نفاد سهامهم ، فأتاه علي فقال : هلا حملت ، فقال لا أجد متقدَّماً إلا على سهم أو سنان ، وإني منتظر نفاد سهامهم وأحمل ، فقال له : احمل بين الأسنة ، فإن للموت عليك جنة ، فحمل محمد ، فشك بين الرماح والنشاب فوقف ، فأتاه علي فضربه بقائم سيفه ، وقال : أدركك عِرْقٌ من أمك ، وأخذ الراية وحمل ، وحمل الناس معه ، فما كان القوم إلا كرَماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، وأطافت بنو ضبة بالجمل وأقبلوا يرتجزون ويقولون : < شعر > نحن بنو ضبة أصحاب الجمل ننازل الموت إذا الموت نزل رُدُّوا علينا شيخنا ثم بجَلْ نَنعى ابنَ عفان بأطراف الأسل < / شعر > والموت أحلى عندنا من العسل وقطع علي خطام الجمل سبعون يداً من بني ضبة منهم سعد بن سود القاضي متقلداً مصحفاً ، كلما قطعت يد واحد منهم فصُرع قام
366
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 366