نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 363
فقيل لها : إن علياً حاسر فاطمأنت ، واعتنق كل واحد منهما صاحبه ، فقال له علي : ويحك يا زبير ! ما الذي اخرجك ؟ قال : دم عثمان ، قال : قتَلَ الله أولانا بدم عثمان ، أما تذكر يوم لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني بيَاضة وهو راكب حماره ، فضحك إلي رسول الله ، وضحكت اليه ، وأنت معه ، فقلت أنت : يا رسول الله ما يدع عليّ زَهْوه ، فقال لك : « ليس به زهو ، أتحبه يا زبير » فقلت : إني والله لأحبه ، فقال لك « إنك والله ستقاتله وأنت له ظالم » فقال الزبير : أستغفر الله ، والله لو ذكرتها ما خرجت ، فقال له : يا زبير ارجع ، فقال : وكيف أرجع الآن وقد التقت حَلقَتَا البِطان ؟ هذا والله العار الذي لا يغسل ، فقال : يا زبير ارجع بالعار قبل أن تجمع العار والنار ، فرجع الزبير وهو يقول : < شعر > اخترت عاراً على نار مؤجّجَة ما إن يقوم لها خلق من الطين نادى عليّ بأمر لست أجهله عار لعمرك في الدنيا وفي الدين فقلت : حسبك من عَذل أبا حسن فبَعْض هذا الذي قد قلت يكفيني < / شعر > فقال ابنه عبد الله : أين تذهب وتدعنا ؟ فقال : يا بني أذكرَني أبو الحسن بأمر كنت قد أنسيته . فقال : لا والله ، ولكنك فررت من سيوف بني عبد المطلب ، فإنها طوال حِدَاد ، تحملها فتية أنجاد ، قال : لا والله ، ولكني ذكرت ما أنسانيه الدهر ، فاخترت العار على النار ، أبالجبن تعيرني لا أبا لك ؟ ثم أمال سنانه وشدَّ في الميمنة فقال علي : أفرجوا له فقد هاجوه ، ثم رجع فشد في الميسرة ، ثم رجع فشد في القلب ، ثم عاد الى ابنه ، فقال أيفعل هذا جبان ؟ ثم مضى منصرفاً ، حتى أتى وادي السباع والأحنَفُ بن قيس معتزل في قومه من بني تميم ، فأتاه آت فقال له : هذا الزبير ماراً ، فقال : ما أصنع بالزبير وقد جمع بين فئتين عظيمتين من الناس يقتل بعضهم
363
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 363