نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 345
بالسلاح الى بابه لنصرته ، وامرهم ان يمنعوه منهم ، وبعث الزبير ابنه عبد الله ، وبعث طلحة ابنه محمداً ، واكثر أبناء الصحابة ارسلهم آباؤهم اقتداء بمن ذكرنا ، فصدُّوهم عن الدار ، فرمى من وصفنا بالسهام ، واشتبك القوم ، وجرح الحسن ، وشج قنبر ، وجرح محمد بن طلحة ، فخشي القوم ان يتعصب بنو هاشم وبنو امية ، فتركوا القوم في القتال على الباب ، ومضى نفر منهم الى دار قوم من الأنصار فتسوروا عليها ، وكان ممن وصل إليه محمد بن أبي بكر ورجلان آخران ، وعند عثمان زوجته ، وأهلُه ومواليه مشاغيل بالقتال فأخذ محمد بن أبي بكر بلحيته ، فقال : يا محمد ، والله لو رآك أبوك لساءه مكانك فتراخت يده ، وخرج عنه الى الدار ، ودخل رجلان فوجداه فقتلاه ، وكان المصحف بين يديه يقرأ فيه ، فصعدت امرأته فصرخت وقالت : قد قتل أمير المؤمنين ، فدخل الحسن والحسين ومن كان معهما من بني أمية ، فوجدوه قد فاضت نفسه رضي الله عنه ، فبكوا ، فبلغ ذلك علياً وطلحة والزبير وسعداً وغيرهم من المهاجرين والأنصار ، فاسترجع القوم ، ودخل عليّ الدار ، وهو كالواله الحزين ، وقال لابنيه : كيف قتل أمير المؤمنين وأنتما على الباب ؟ ولَطَمَ الحسن وضرب صدر الحسين ، وشتم محمد بن طلحة ، ولعن عبد الله بن الزبير ، فقال له طلحة : لا تضرب يا أبا الحسن ، ولا تشتم ولا تلعن لو دَفَع اليهم مروان ما قتل ، وهرب مروان وغيره من بني أمية وطُلِبوا ليقتلوا فلم يوجدوا ، وقال علي لزوجته نائلة بنت الفرافصة : من قتله وأنت كنت معه ؟ قالت : دخل اليه رجلان وقصت خبر محمد بن أبي بكر ، فلم ينكر ما قالت ، وقال : والله لقد دخلت عليه وانا أريد قتله ، فلما خاطبني بما قال خرجت ، ولا اعلم بتخلف الرجلين عني ، والله ما كان لي في قتله من سبب ، ولقد قتل وانا
345
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 345