نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 344
ذكره كان السبب فيه مروان بن الحكم ، فنزلوا في الموضع المعروف بذي الخشب فلما علم عثمان بنزولهم بعث الى علي بن أبي طالب فأحضره ، وسأله ان يخرج إليهم ، ويضمن لهم عنه كل ما يريدون من العدل وحسن السيرة ، فسار علي إليهم ، فكان بينهم خطب طويل ، فأجابوه الى ما أراد وانصرفوا ، فلما صاروا الى الموضع المعروف بحسمى إذا هم بغلام على بعير وهو مُقْبِل من المدينة ، فتأملوه فإذا هو ورش غلام عثمان ، فقرروه ، فأقر وأظهر كتاباً الى ابن أبي سَرْح صاحب مصر وفيه : « إذا قدم عليك الجيشُ فاقطع يد فلان ، واقتل فلاناً ، وافعل بفلان كذا ، وأحصي أكثر من في الجيش ، وأمر فيهم بما أمر » وعلم القوم ان الكتاب بخط مروان ، فرجعوا الى المدينة ، واتفق رأيهم ورأي من قدم من العراق ، ونزلوا المسجد وتكلموا ، وذكروا ما نزل بهم من عُمَّالهم ، ورجعوا الى عثمان فحاصروه في داره ، ومنعوه الماء ، فأشرف على الناس وقال : ألا أحد يسقينا ؟ وقال : بم تستحلون قتلي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول « لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : كفر بعد إيمان ، أو زنى بعد إحصان ، أو قتل نفس بغير نفس ؟ وو الله ما فعلت ذلك في جاهلية أو إسلام ، فبلغ علياً طلبه للماء فبعث إليه بثلاث قِرَب ماء ، فما وصل اليه ذلك حتى خرج جماعة من موالي بني هاشم وبني أمية ، وارتفع الصوت ، وكثر الضجيج ، وأحدقوا بداره بالسلاح وطالبوه بمروان ، فأبى ان يخلي عنه ، وفي الناس بنو زهرة لأجل عبد الله بن مسعود لأنه كان من أحلافها ، وهُذَيْل لأنه كان منها ، وبنو مخزوم وأحلافها لعمار ، وغفار واحلافها لأجل أبي ذر ، وتَيْم بن مرة مع محمد بن أبي بكر ، وغير هؤلاء ممن لا يحمل كتابنا ذكره ، فلما بلغ علياً انهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن والحسين مع مواليه
344
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 344