نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 311
فلما عبر منهم النصف أو نحوه حمل عليهم جرير فيمن تسرَّعَ معه من بجيلة ، فثبتوا ساعة ، فقتل المرزبان ، وأخذهم السيف ، وغرق أكثرهم في دجلة ، وأخذ المسلمون ما كان في عسكرهم ، وسار جرير فاجتمع مع المُثنَّى بن حارثة الشيباني بالبجلة ، فأقبل إليهما مهران في جيوشه : فامتنع المسلمون من العبور إليهم ، فعبر مهران وبغى على المسلمين ، فالتقوا وصبر الفريقان جميعاً حتى قتل مهران ، قتله جرير بن عبد الله البجلي وحسان بن المنذر بن ضرار الضبي ، ضربه البجلي ، وطعنه الضبي ، وفاز جرير بمنطقته وسلبه وتنازع جرير وحسان في أيهما القاتل لمهران ، وقد كان جرير ضربه بعد أن طعنه حسان ، ولحسان في ذلك أبيات : < شعر > ألم ترني خالَسْتُ مهران نَفْسَه بأسْمَرَ فيه كالخلال طرير فخر صريعاً والتَقَاني برِجْلِه وبادر في رأس الهمام جرير فقال : قتيلي ، والحوادث جمة ، وكاد جرير للسرور يطير فقال أبو عمرو : وقتلى قتلته ومثلي قليل والرجال كثير فأرسل يميناً أن رمحك نالَه وأكرم أن تحلف وأنت أمير < / شعر > وقد تنازع أهل الأخبار والسير في جرير والمثنى : فمن الناس من ذهب الى أن جريراً كان هو المولَّى على الجيش ، ومنهم من رأى أن جريراً على قومه والمثنى على قومه . ولما قتل مهران أعْظَمت الفرس ذلك ، وسار شيرزاد في جمع فارس الأعظم وكنيته بوران ، وقد كانت جمهرة الأساورة تقدمت وتقدم أمامهم رستم : فتنحى المسلمون لما بلغهم مسيره ، فلحق جرير بكاظمة فنزلها ، وسار المثنى بقومه من بكر بن وائل فنزل بسيراف ، وبها آبار كثيرة بين الكوفة وزبالة على ثلاثة أميال من المنزل المعروف بواقصة ، وكان المثنى قد أصيب بجراحات كثيرة في بدنه يوم الجسر
311
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 311