نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 309
النمور طولها اثنا عشر ذراعاً في عرض ثمانية أذرع على خشب طوال موصل ، وكانت فارس تتيمن بها وتظهرها في الأمر الشديد ، وقد قدمنا الخبر عن هذه الراية في اخبار الفرس الأولى فيما سلف من هذا الكتاب . ولما قتل أبو عبيد الثقفي بالجسر شق ذلك على عمر وعلى المسلمين ، فخطب عمر الناس وحثهم على الجهاد ، وأمرهم بالتأهب لأرض العراق ، وعسكر عمر بصرار وهو يريد الشخوص ، وقد استعمل على مقدمته طلحة بن عبيد الله ، وعلى ميمنته الزبير بن العوام ، وعلى ميسرته عبد الرحمن بن عوف ، ودعا الناس ، فاستشارهم فأشاروا عليه بالمسير ، ثم قال لعلي : ما ترى يا أبا الحسن ، أسير أم أبعث ؟ قال : سر بنفسك فإنه أهيب للعدو وأرهب له ، فخرج من عنده ، فدعا العباس في جِلة من مشيخة قريش وشاورهم ، فقالوا : أقم وابعث غيرك ليكون للمسلمين إن انهزموا فئة ، وخرجوا ، فدخل اليه عبد الرحمن بن عوف ، فاستشاره ، فقال عبد الرحمن : فُديت بأبي وأمي ، أقم وابعث ، فإنه إن انهزم جيشك فليس ذلك كهزيمتك ، وانك إن تُهزم او تُقتل يكفر المسلمون ولا يشهدوا أن لا إله الا الله أبداً ، قال : أشر عليَّ من أبعث ؟ قال : قلت : سعد بن أبي وقاص ، قال عمر : أعلم أن سعداً رجل شجاع ، ولكني أخشى أن لا يكون له معرفة بتدبير الحرب ، قال عبد الرحمن : هو على ما تصف من الشجاعة ، وقد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد بدراً فاعهد اليه عهداً وشاورنا فيما أردت أن تحدث اليه ، فإنه لن يخالف أمرك ، ثم خرج فدخل عثمان عليه ، فقال له : يا أبا عبد الله أشر علي أسير أم أقيم ؟ فقال عثمان : أقم يا امير المؤمنين وابعث بالجيوش ، فإنه لا آمن إن أتى عليك آتٍ أن ترجع العرب عن الإسلام ، ولكن ابعث الجيوش
309
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 309