نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 183
وكنيسة مريم وهي كنيسة مدورة ، وبنيانها من إحدى عجائب العالم في التشييد والرفعة ، وكان الوليد بن عبد الملك بن مروان اقتلع من هذه الكنيسة عمدا عجيبة من المرمر والرخام لمسجد دمشق حملت في البحر إلى ساحل دمشق ، وبقي الأكثر من هذه الكنيسة إلى هذا الوقت . وقد كان لملك من ملوك الروم مع اليهود بأنطاكية خبر عجيب في كنيسة أشمونيت [1] وكانت خارج السور من أنطاكية ، وهي في ايدي اليهود ، فعوضت اليهود دار الملك بأنطاكية بدلًا من كنيسة اشمونيت ، وهذه الدار التي كانت دار الملك تعرف في هذا الوقت بدار اليهود ، ولليهود حيلة احتالوها حين خرجت الكنيسة من ايديهم ، حتى قتلوا من النصرانية خلقاً عظيماً من نشر خشب فيها وغير ذلك . وقدمنا أخبار بطرس وبولس وما كان من أمرهما بمدينة رومية وغيرهما من تلاميذ المسيح وتفرقهم في البلاد ، وذكرنا قصة الملك الذي بنى مدينة انطاكية ، وهو المعروف بأنطيخش [2] ، وتفسير ذلك محوط الحائط ، وكان اسم أنطاكية بالرومية على اسمه أنطيخش ، فلما ورد المسلمون وافتتحوها حذفت الأحرف إلا الألف والنون والطاء . وفي تاريخ النصارى الملكية وغيرها من أهل دين النصرانية يكون لمولد المسيح الى وقتنا هذا - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة - تسعمائة سنة وأربعون سنة ، وتكون سنو الاسكندر الفاً ومائتين وخمساً وثمانين [3] ، ويكون من الإسكندر الى المسيح ثلثمائة سنة
[1] في نسخة : استوست ، في المرتين . [2] في نسخة : بأفطنحس . [3] في نسخة : وخمساً وخمسين .
183
نام کتاب : مروج الذهب ومعادن الجوهر نویسنده : المسعودي جلد : 2 صفحه : 183